وصفات طبية بخط سيء تهدد حياة المرضى

لا يمضِ يوم إلا وتثار لدى الناس قضية الأخطاء المتكررة والخطيرة التي ترتكب نتيجة عدم الفهم المتبادل بين الأطباء والصيادلة في إعطاء الدواء اللازم بشكل يودي بالمريض إلى تفاقم حالته أو تدهورها أو ربما مفارقة الحياة في حال تم صرف دواء خاطىء له.

ولعل جذر هذا الخطأ وفقاً لـ (مازن.ر) أحد الصيادلة يكمن في كتابة الوصفات الطبية بخط غير مفهوم للصيادلة، حيث تمرر إليه العديد من الوصفات غير المفهومة، لكنه وكما يفعل باقي الصيادلة يعتمد على فهم الأحرف الأولى من اسم الدواء، فيما تصعب قراءة باقي الأحرف، إلا أن مشكلة تواجهه عند قراءة وصفات تحوي أسماء لأدوية تتشارك مع أسماء أدوية أخرى بنفس الأحرف الأولى لكنها لحالات مرضية مغايرة، فمثلاً (كيتوفين) اسم أحد المسكنات تتشابه أحرف اسمه مع بداية أحرف اسم أحد الأدوية المقشعة (كيتوتيفين)، ففي هذا الحال يلجأ الصيدلي إلى خبرته باستطبابات الدواء وسؤال المريض عن المرض الذي يعاني منه لإعطائه المناسب بينهما.

والخبرة التي تمنح الصيدلي معرفة الدواء من أحرفه الأولى قد لا تسعفه بمعرفة عيار الدواء اللازم، وسبب كتابة الوصفة الطبية بهذا الشكل بحسب مازن يعود إما إلى ضعف الطبيب في حفظ أسماء الأدوية (وربما يحفظها إلا أنه لا يعرف هجائها الصحيح) أو أن السبب يكمن في بعض المصالح المتبادلة بين الطبيب وأحد الصيادلة المجاورين له، بحيث يكتب الوصفة الطبية بشكل رموز يصعب على أي صيدلي فك تشفيرها باستثناء الصيدلي "المتحالف" معه.
وكشف مازن عن قيام بعض الصيادلة بالاستفادة من تطابق أحرف أسماء الأولى لبعض الأدوية وبيع الأدوية المثيلة لها ولكن من إنتاج شركات أخرى قد تدر عليه أرباحاً أكثر من غيرها، وخاصة إذا ما توافر عرض خاص لأدوية الشركة ما.

ولتلافي الأخطاء التي تسببها الأدوية المغلوطة أكد مازن على ضرورة التزام الأطباء بدمغ الوصفة بختم يحوي اسم الطبيب ورقم هاتفه وذلك للتحقق من اسم غير مفهوم في الوصفة، إضافة إلى ضرورة تقيد الأطباء بتدوين تاريخ الوصفة وعدد الحبات، كي لا يتم صرف الوصفة بعد انتقال المريض من حالة إلى أخرى، خاصة أن وصفات الأمراض النفسية والعصبية قد تجعل المرضى يدمنون أدويتهم ويكرروا صرفها من عدة صيدليات.
في المقابل أشار الدكتور محمود القجة إلى نجاعة تجربته بكتابة الوصفات وطباعتها باستخدام الحاسوب، والتي تسهم بشكل كبير في حل مشكلة الأخطاء الطبية إلا أن عدم توفر قاعدة بيانات مساعدة، إضافة لتململ المريض في بطء كتابتها جعل بعض الأطباء يعرضون عن استخدام هذه الطريقة رغم ما توفره من دقة وأمانة.