منجم التعاسة

زائر

منجم التعاسة

حنظلة الطير النازف
منجم التعاسة
1
- الاكتشاف الكبير .. منجم ضخم للتعاسة .. قابع تحت , البيت الأبيض .
- أجل يا سيدي .
- أجننت ؟
- لا أبداً أنظر .. وسترى بنفسك .. أنه يكفي البشرية أجمع .
- وماذا سنصنع به ؟
- جئت أتلقي أوامرك .
- هيا بسرعة يا باتريك , أظنك تعرف , كم نحن خيرين , في مثل هذه المجالات .. هيا أملأ الصناديق وأشحنها بسرعة , ولا تترك بلداً , مهما كان صغيراً .. أو بعيداً .. دون بضاعتنا هذه .
رمى بوش كلماته , وهو يتخيل فرحة العالم , بكنزه الثمين : بعد أزمة النفط .. وأزمة القمح , جاء هذا المنجم , كي يبعد كل هذه الأشباح ..
وقف السيد بوش للحظات , حائراً وهو يسأل نفسه : وماذا عن الأصدقاء ؟ .. ألن يحصدوا شيئاً منه ..؟ لا لن يكون لهم هذا , فهم باتوا يخفون عنا آلاف الكنوز , فحين اكتشف شوري , منجم الدم , لم يوزع أياً منه علينا .. حان الوقت لأن أرد له الدين , لن أسمح له ولو بحفنة , من هذا الكنز النفيس .
ابتسم بوش , ابتسامة نيرونية صفراء .. غفا .. وهو يحلم بالملايين , تشكره , على هذا السخاء الكبير .
في الصباح .. كان الوزير ببابه , يقف حزيناً , مع مئات الصناديق : ما بك يا بيبي ؟ .. لماذا أراك على هذا الحال ؟
- لقد رفضت بضاعتنا يا سيدي , من قبل بلد صغير , بحجة أنها دون المواصفات , بل قالوا : أن فيها الكثير , من العيوب .. ثم إن التجار لا يحسنون , التعامل مع المشفرائن .
- غبي يا بيبي .. تعال لأعرفك , كيف تستطيع توزيع , كل هذه الصناديق دفعة واحدة .
- ما هذا يا بيبي ؟
- هذه قنبلة يا سيدي .
- أحمق .. قل .. هذه قنبلة خيرة .. أرجو أن تحفظ الدرس جيداً .. وما هذه يا بيبي ؟
- صورة لغزاة , يحطمون .. كل شيء في طريقهم .
- أنت لا ترى جيداً .. يبدو أنك أصبحت , ضعيف النظر قليلاً , من المؤسف حقاً , أن يكون وزيري مسناً , إلى هذا الحد ..هذه صورة للجنود المحررين , الذين يوزعون .. الورود والحلوى والديمقراطية , على من يمرون بهم .. في المرة القادمة , لا تنسى نظارتك يا بيبي , وإلا فستخسر منصبك .
ينصرف بيبي .. ليعود السيد بوش .. إلى أحلام اليقظة من جديد : شوري .. أيها النذل , لم أنت بهذا الشح ..؟ لقد قدمنا لك الملايين ورعيناك صغيراً , حتى أصبحت بين عالمين .. أحمق يا شوري , لم .. لم تمت حتى اليوم ..؟ قلت لي في آخر زيارة , بأنه لديك سر صغير , لكم أريد زيارتك , لولا وجود هذا المنجم .. لا بأس في الأسبوع القادم ربما .
2
وقف بوش , قرب سرير .. شاروون .. وهو يبتسم , ابتسامته النيرونية , باحثاً عن أشلاء صديقه : هيا يا شوري .. هات ما لديك فأنا مشغول , ولدي .. مهام عظيمة بعد .
ردد شوري , كلماته .. بصوت متقطع : لقد سرقت حلمي يا بو .
- أجننت لتقول هذا , كل العالم يشهد بنزاهتي , فلا تلوث نهايتك بهذا الاتهام الخطير لي , ستكون الجحيم , حينها من نصيبك , فأنت طعنت .. بشرف رجل فاضل .
ابتسم شوري .. بتشف غادر : لقد عشت سبعين عاماً , يا بو لكنني لم أحظ , إلا بفتات الدم , وأنت تعرف , ولكنك سبقتني , إلى الكثير .. الكثير .
- طبيعي يا شوري , فأنا أستاذك , أنسيت هذا .
- ومنجم التعاسة يا صديقي .. ماذا عنه ؟
انتفض بوش مذعوراً .. وهو يردد : كف عن أوهامك , فأنت تهلوس , لماذا أنت حي إلى اليوم ؟
ردد شوري , بكل مكر لديه : لدي كلمة لك , وبعدها سأرحل .
- قلها شوري بسرعة .. بسرعة فطائرتي , ستقلع بعد قليل .
- أنت نذل .
- دعابة قديمة .. هات غيرها .
- أنت حاقد .
- باي عزيزي .. لدي مسؤوليات ضخمة , أبلغ الملائكة عني السلام .. أقصد ملائكة الجحيم .. ها ها ها . خرج بو وهو يقهقه .
- لا أظن الحكاية , انتهت عند هذا , فقد اكتشفت عشرة صناديق , جاءتني بالبريد السريع , من قبل السيد بو , كهدية رمزية , على أن يقوم في الأسبوع القادم , بشحن .. دفعة أخرى .. عربون صداقة .. لشخصي المتواضع .
أغرودة قلم

مشكوووووووووووووووور شريك
الله يديمك
عامر

شكراًً كتييييييير شريك

» اسباب التعاسة النفسية عند الشباب وحلها ..