قصص النوم

لا شك أن القصص قبل النوم من الأمور التي تهم الطفل كثيراً و يجد فيها سعادة و لذة لا يدركها المربي أحياناً ..

و ربما يجد فيها - أي المربي - أداة فعالة لتغيير السلوك و تعديل الأخطاء عند الأطفال ..

و يعاني الكثير من الآباء و الأمهات من إيجاد اللغة السهلة للتخاطب مع الابن و لتفعيل التوجيه أياً كان ..



فقصص قبل النوم مهمة من الطرفين ...

بالنسبة للطفل ::: اللغة ::: الخيال ::: المعلومة ::: التصحيح و التنبيه ::: الحنان و القرب من الوالدين ::: المتعة :::

بالنسبة للآباء ::: التوجيه ::: الاطمئنان على الطفل قبل النوم ::: التربية عموماً ::: كسب ثقة و محبة الطفل :::

و الفوائد كثيرة لكن أوردنا ما تيسر في حين الكتابة ..




المهم .. سأضع الآن بين أيديكم فكرة لقصص قبل النوم ..

حتى نحل من مشكلة ماذا يختار المربي لابنه لكي يقص عليه ..

و حتى نحل من مشكلة التكرار التي يملها المربي و يستمتع بها الطفل ..

و حتى نحل من الإكثار من قصص لا فائدة فيها ..


الفكرة : لا شك أن الطفل في يومه يلعب و يتحرك و قد أودع الله في طاقة عجيبة لذلك فهو شعلة في الغالب داخل البيت و خارجه ..
و يكون الكثير من الأطفال في الغالب تحت عيني أهله يعاتبونه على أخطائه و يضربونه لسوء فعاله .. و غير هذا كثير ..
فكانت الفكرة كالتالي .. شخصيتين أحدهما اسمه شاطر و الآخر اسمه خاسر .. دائماً شاطر يقوم بالأفعال الصحيحة التي قام بها الطفل في يومه و خاسر بالأفعال الخاطئة التي ارتكبها الطفل في نفس اليوم مثلاً ..
و سؤال الطفل في الختام هل تريد أن تكون مثل شاطر أو خاسر ..
هذه الفكرة و سأدرج لكم لاحقاً مثالاً طبقته بنفسي .. و أدع لكم التجربة .. و الميزة أن هذا النوع من القصص لا ينتهي .. بل ينتقل مع الطفل في كل مرحلة ..


قصة شاطر و خاسر ...


سأدرج هنا بمشيئة الله .. القصة كما حصلت لي ..

شاء الله عزوجل أن يحصل أخي الصغير على ألعاب ( سيارات و لعب تركيب و نحو من ذلك ) المهم .. طبعاً تعرفون الصغار .. و كيف يستمتعون بعملية تحويل الأجزاء الصغيرة إلى أجزاء قد لا تراها بالميكرسكوب فضلاً عن العين المجردة ..

طبعاً و كالعادة .. إما أن تكون جالساً في أمان الله .. تقرأ كتاباً أو تشاهد برنامجاً فيرفض أخوك الصغير أو ابنك إلا أن تشاركه متعة اللعب بأن تكون الهدف أو المرمى أو أحياناً سلة المهملات .. طبعاً هذا يعتمد على نوعية الطفل ..

الحاصل أن الألعاب التي وصلت عصر ذلك اليوم لا يمكن أن تصدق أنها كانت في لحظة من الزمن جزءاً من لعبة جميلة .. خاصة أنه لم يمر على وصولها أكثر من خمس ساعات !!!

فكانت الفكرة استخدام قصة شاطر و خاسر خاصة أن أخي الصغير كثيراً ما ينام معي من أجل القصص قبل النوم .. فقلت له بعد أن استوى في الفراش : ...............

كان يا ماكان .. في قديييييييم الزمان .. كان في اثنين أخوان حلويييين صغيريييين على قدك تقريباً.. كانوا يشبهون بعض مررررة .. واحد اسمه شاطر .. وواحد اسمه خاسر ..

كان شاطر .. ايش اسمه؟ .. هاه؟ .. صح .. اسمه شاطر .. كان شاطر هذا دائما مؤدب و عااقل و كلللللل الناس تحبه .. كان لابس ثوب أبيض حلوو يهبببببل مررررة .. و كان لابس معها طاقية حلوووة .. طيب اتحداك من شراها له ؟.. صحححححح ..

و خاسر .. عرفت من هو ؟ .. أخو ميييييين؟؟ صحح .. كان هذا خاسر الله يهديه دايماً يوسخ ثوبه .. تدري أن أبوه اشترى لهم ثياب كلهم .. يعني نفس الثوب الأبيض الحلو اللي كان على شاطر ..
بس خاسر ذاك اليوم لما أكلوا شوكولاته ما نظف يده زين و راح يوسخ ثوبه ..

طلع ثوبه مو حلو .. صح ؟؟ لأنه مو نظيف .. طيب أنا بسألك سؤال .. وش هو اللي أحسن ثوب شاطر الأبيض و إلا ثوب خاسر اللي مو نظيييف ؟؟ .. يا سلام علييييك ..

حتى أنت ما شاء الله عليك دايماً ثوبك نظيف ما توسخه بالشكولاته ..

المهم .. يوم من الأيام .. أبوهم جاب لهم ألعاب .. جاب لشاطر سيارة و جاب لخاسر سيارة ..
تعرف السيارة اللي كانت عندك هذيك الحلوة .. عرفتها ؟ زيها بالضبط .. حلوة مرررررة لونها أبيض و أخضر .. مرررة مرررة تهبل .. و كانوا يلعبون فيها زيك بالضبط ..

المهم .. أبوهم قال لهم : ترا اللي يكسر لعبته ما راح أشتريله لعبة ثانية في العيد .. و اللي يحافظ عليها إذا جاء العيد راح أشتريله لعبة ..

تدري ايش سووا ..؟؟
شاطر ما شاء الله عليه كان يلعب باللعبة بعدين يحطها بالدرج إذا خلص منها ..
دايماً يلعب فيها و أووول ما يخلص منها على طول يرجعها بالدرج و يحافظ عليها ..

لكن خاسر الله يهديه .. يروح الصالة يلعب فيها بعدين إذا خلص ما يشيلها و يحطها بالدرج لا يخليها بالصالة .. و أحياناً يرميها على الأرض بقوة و إلا على الجدار ..
ودايماً كذا .. اللييييين جا العييييد ..
يوم جا العيد .. كلهم مستانسين و فرحانين .. و يلعبون .. بعدين جا أبوهم ..

و قال : هاه يا أولاد من اللي باقي لعبته معاااه ؟؟ على طول شاطر قال : أنا لعبتي معاي ..

قال الأبو : و أنت يا خاسر ؟؟ قال : هاه؟؟ هاه؟؟ مدري .. لعبتي تكسرت ..

قال الأبو : طييب على كذا راح نعطيكم كلكم عيدية و راح نشتري لعبة لشاطر علشان هو حافظ على لعبته و ما كسرها ..
و أنت يا خاسر ما راح نشتريلك لعبة في العيد المرة هذي لأنك كسرت لعبتك القديمة ..
و المرة الجاية إذا حافظت على لعبتك راح نشتريلك لعبة ..

قال شاطر : شكراً يا بابا
و قال خاسر : آسف يا بابا المرة الجاية ما راح أكسرها .. عشان أشتري لعبة في العيد ..
و أعطاهم أبوهم العيدية و أعطى شاطر زيادة عليها لعبة لأنه ما يكسر ألعابه و يحافظ عليها ..

و كلهم حبوا راس أبوهم و قالوا: شكرا يا بابا ..

و انتهت الحكاية .. ايش رايك؟ حلوة الحكاية ؟.. طيب أنت تبي تصير زي منو؟ .. شاطر و الا خاسر ؟.. يعني اذا عندك لعبة تكسرها و الا ما تكسرها ..؟ يا سلااام عليييييييك


طبعاً في القصة تختلف الصياغة و طريقة الأداء من شخص إلى شخص و حتى لغة الجسد مهمة ...

يبقى أن ما يناسب أخي قد لا يناسب غيره ..

وهي مجربة .. ووجدت أثر لها عليه في الألعاب التي اشتريتها له بعد يوم من الحكاية للقياس ..

مباشرة ذكر هو لي الحكاية و بالفعل حافظ على الألعاب فترة قرابة الأسبوع .. ثم لحقت بغيرها ..

فيبقى أن الأثر و لله الحمد موجود و قوي جداً بالتجربة في أكثر من أمر..

خاصة أنك تفتح له مجال بالمشاركة بالإجابة و أحياناً التكملة ..

و ستلاحظ فعلاً خيال الطفل العجيب ..

كذلك بربطها بحياته الشخصية ..

و أما اللغة فتحاول أن تضمنها الكلمات الجديدة على الطفل و تشرحها و لا تظن أن الطفل لا يفقه بالعكس فهو في مراحل التعلم ..

فبعض الحكايا التي أحكيها له أحياناً باللغة العربية الفصحى من إلى .. ويجد فيها المتعة كذلك ..

وميزة قصص شاطر و خاسر أنك تستطيع تضمينها العديد و الكثير من الأخلاق التي تحرص على تعليمها للطفل ..

أسأل الله أن يبارك فيهم و فيكم و ينفع بالجميع ..