إذا كان هناك شخص يمكنه النهوض بعد السقوط ، فهو أسطورة الكرة الأرجنتيني
دييجو مارادونا المدير الفني الحالي للمنتخب الأرجنتيني الذي يستعد لبدء
مشواره في نهائيات كأس العالم 2010 التي انطلقت اليوم الجمعة بجنوب
أفريقيا وتستمر حتى 11 تموز/يوليو المقبل.
والآن يمتلك مارادونا ، العبقري المثير للجدل والقادر على المواجهة والذي
يعد أبرز رياضي شهدته الأرجنتين ، فرصة أخرى غدا السبت عندما يلتقي
المنتخب الأرجنتيني نظيره النيجيري ، لينهض مجددا.
وأصبح مارادونا يواجه مصيرين ، إما أن يخفق مع المنتخب الذي يضم أفضل لاعب
في العالم ، أو أنه يحقق النجاح ويفوز بكأس العالم كمدرب مثلما فعل كلاعب.
ومثلما كان الوضع في العديد من المناسبات الأخرى ، يبدأ مارادونا رحلة ولا أحد يعرف كيف ستنتهي.
ولكن في هذه المرة ، هناك اختلاف كبير ، فقد أصبح مارادونا /49 عاما/
مسئولا عن أمال بلد مولع بكرة القدم وإذا أخفق بدون سبب منطقي لن يضر
بنفسه فقط وإنما سيضر بأمال بلد بأكمله.
وقال مارادونا اليوم الجمعة إن ابنتيه دالما وجيانينا قالتا له "استمتع يا
أبي!.. لقد قاتلت الكثير ، بعضهم يريد أن يقتلك والبعض يريد مساعدتك " .
وبعد الانتقادات التي واجهها مارادونا في أول عام ونصف العام من توليه
تدريب الأرجنتين ، يبدو أن مارادونا وجد الطريق الصحيح في المباراة التي
خاضها الفريق أمام منتخب أوروجواي في مونتينيفيديو والمباراة الودية التي
خاضها أمام نظيره الألماني ، حيث تألق المنتخب الأرجنتيني في الدفاع
والهجمات المرتدة السريعة.
وبدت طريقة مارادونا قريبة بشكل كبير من طريقة مديره الفني كارلوس بيلاردو
في عام 1986 ، أكثر من طريقة سيزار مينوتي التي تعتمد على الاندفاع
الهجومي.
إنه طريق طويل من العشق الأرجنتيني للكرة ولكنه لا يزال هناك حب حقيقي لطريقة مارادونا المتناقضة.
وفجر مارادونا مفاجأة أخرى عندما هدم الحائط الدفاعي المكون من أربعة
لاعبي قلب دفاع والذي استخدمه لشهور وتحول إلى اللعب بثلاثة مدافعين
لتوفير مكان لمهاجم ثالث ، وهو كارلوس تيفيز ، المحبب لدى الجماهير والذي
لا يمكن أن يستبعده مارادونا.
ويتمتع المنتخب الأرجنتيني بامتيازات عديدة في جنوب أفريقيا. ففي القرعة
التي أجريت في الرابع من كانون أول/ديسمبر في كيب تاون والتي لم يحضرها
مارادونا بسبب عقوبة كانت قد وقعت عليه من قبل الفيفا ، سارت الأمور بشكل
جيد بالنسبة للأرجنتين.
ولن يجد مارادونا في الدور الثاني أو دور الثمانية في حالة التأهل منافسا
أسهل من أي من منتخبات نيجيريا وكوريا الجنوبية واليونان ، كما أن فريقه
يضم لاعب كان يتمنى أي مدرب آخر أن يكون ضمن صفوفه وهو ليونيل ميسي.
ويحاول مارادونا اكتساب ثقة المهاجم ميسي منذ أن تولى تدريب المنتخب
الأرجنتيني. علما بأن ميسي شخص يصعب التعامل معه كما أن الضغوط تؤثر على
كليهما.