سيطرت أبواق الفوفوزيلا ونفير السيارات على وسط العاصمة الألمانية برلين
اليوم الأحد حيث انطل المشجعون في احتفالات صاخبة بالفوز المثير والثمين
لمنتخب بلادهم على نظيره الإنجليزي 4/1 اليوم في بطولة كأس العالم 2010
بجنوب أفريقيا.
واعتبر كثيرون أن الفوز اليوم صحح الأخطاء التي شهدتها المباراة النهائية
لمونديال 1966 بإنجلترا عندما سقط فريقهم أمام المنتخب الإنجليزي 2/4 .
وانتهى الشوط الأول من المباراة بتقدم المنتخب الألماني 2/1 حيث سجل
ميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي هدفين متتاليين للماكينات الألمانية في
الدقيقتين 20 و32 ورد المدافع الإنجليزي ماتيو أوبسون بهدف من ضربة رأس في
الدقيقة 37 .
وفي الشوط الثاني ، أطلق اللاعب الألماني الشاب توماس مولر رصاصة الرحمة
على المنتخب الإنجليزي بهدفين آخرين سجلهما في الدقيقتين 67 و70 .
وحرم الحكم الأوروجوياني خورخي لاريوندا ومساعده المنتخب الإنجليزي من
التعادل في هذا الشوط فلم يحتسب لاريوندا هدفا صحيحا للفريق سجله فرانك
لامبارد في الدقيقة 38 وأشار باستمرار اللعب.
وصلت الكرة إلى الإنجليزي فرانك لامبارد خارج حدود منطقة الجزاء فلمح
الحارس الألماني متقدما أمام مرماه ليلعب الكرة ساقطة من خلفه حيث اصطدمت
بباطن العارضة وتجاوزت خط المرمى بما يقرب من نصف متر ثم ارتدت الكرة
بغرابة شديدة في اتجاه الخروج من المرمى ليمسكها الحارس الألماني ويبدأ
هجمة جديدة.
وأصابت هذه الكرة لاعبي إنجلترا بذهول تام خاصة وأن الحكم المساعد لم ير الكرة ومن ثم أشار لاريوندا باستمرار اللعب.
وبدا هذا الهدف غير المحتسب بمثابة تعويض غير مقصود للمنتخب الألماني عن
الهدف المثير للجدل الذي سجله الإنجليزي جيوف هورست للمنتخب الإنجليزي في
المباراة النهائية لمونديال 1966 بإنجلترا والتي تغلب فيها الفريق صاحب
الأرض على منتخب ألمانيا الغربية باستاد "ويمبلي" .
وسجل هورست الهدف بتسديدة قفزت بين العارضة والأرض ومنحت التقدم للمنتخب
الإنجليزي 3/2 قبل أن ينهي المباراة لصالحه بنتيجة 4/2 نتيجة هدف آخر من
هورست هو الثالث له في هذه المباراة التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل 2/2
.
ومع انتهاء المباراة بهذه النتيجة والهدف غير المحتسب للامبارد ، سيطرت
موجة من الاحتفالات الصاخبة على جميع أنحاء ألمانيا ورقص المشجعون في وسط
المدن الكبيرة مثل برلين وميونيخ وهامبورج كما انطلقت العديد من الألعاب
النارية في سماء المدن الألمانية ابتهاجا بالنصر المثير.
وقالت سيدتان مسلمتان تدعيان مريم وزينب وضعتا شارة المنتخب الألماني حول
غطاء الرأس "كانت مباراة مروعة. لعبنا جيدا. المنتخب الألماني كان ببساطة
في غاية القوة".
وقال مواطن شيلي يقيم في ألماني ويدعى رودريجو "كانت مباراة رائعة وأهداف
متميزة. أعتقد أن المنتخب الألماني يستطيع الفوز بكأس العالم.. ألمانيا
لها تاريخ في هذه الأمور ولكننا لا نمتلك مثلها".
ورغم ذلك أعرب رودريجو عن اعتقاده بأن نتيجة المباراة كان من الممكن أن تتغير لو احتسب الحكم هدف لامبارد.
وقال رودريجو "أجواء المباراة كانت ستتغير. شعور اللاعبين كان سيختلف
وانتهاء الشوط الأول بالتعادل 2/2 كان سيعني أن كل شيء ما زال ممكنا في
الشوط الثاني".
وتجمع مئات الآلاف في كل أنحاء ألمانيا وبالتحديد في أماكن المشاهدة
العامة لمشاهدة فعاليات المباراة. وكان أكبر التجمعات في برلين حيث امتلأت
ساحة المشاهدة العامة قبل ساعة من انطلاق المباراة وبلغ عدد المشجعين
الذين احتشدوا فيها نحو 350 ألف مشجع.
واحتفلت المواقع الإخبارية الألمانية على الانترنت بهذا الفوز الكبير تحت
شعارات "المنتخب الإنجليزي يغادر إلى وطنه" في موقع صحيفة "تاجشبيجل" التي
تصدر في العاصمة برلين و"الشباب أذل الخبرة" على موقع مجلة "فوكاس" وذلك
في إشارة إلى أن متوسط أعمار لاعبي المنتخب الألماني لا يتجاوز 25 عاما
بفارق أربع سنوات أقل منه في المنتخب الإنجليزي.
وأبدت المواقع الإخبارية والمشجعون ارتياحهم الشديد لعدم وصول المباراة إلى مرحلة ضربات الترجيح التي توقعها كثيرون قبل اللقاء.
وانتقلت أنباء الاحتفالات الألمانية الصاخبة إلى اللاعبين في بلومفونتين
بجنوب أفريقيا. وقال فيليب لام قائد المنتخب الألماني "نشعر بالسعادة لأن
الجميع يمكنهم الاحتفال في ألمانيا