بينما يعتبره الرعاة أفضل بطولة دوري محلي في العالم ، لا تشير الإحصائيات
إلى ذلك حيث يحتل الدوري الإنجليزي حاليا المرتبة الرابعة بين بطولات
الدوري في العالم كله من حيث عدد اللاعبين الذين ينتمون إليه والذين وصلوا
مع منتخبات بلدانهم إلى دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب
أفريقيا.
ومع بداية فعاليات المونديال الحالي ، كانت بطولة الدوري الإنجليزي هي
صاحبة نصيب الأسد فيما يتعلق بأعداد اللاعبين المشاركين منه في البطولة
حيث شارك من لاعبي الدوري الإنجليزي 106 لاعبين من بين 736 لاعبا شاركوا
في المونديال الحالي.
وتراجع العدد تدريجيا ولكنه هبط بشكل كبير في دور الثمانية للبطولة بعدما
ودع عدد كبير من لاعبي الدوري الإنجليزي مونديال 2010 بعد الظهور بمستوى
متواضع في المونديال الحالي.
ووصل عدد لاعبي الدوري الإنجليزي الباقين في البطولة حتى الآن إلى 21
لاعبا فقط وذلك قبل انطلاق فعاليات دور الثمانية اليوم الجمعة باللقاء
المرتقب بين المنتخبين البرازيلي والهولندي.
وفي المقابل ، سيكون الدوري الألماني (بوندسليجا) هو صاحب نصيب الأسد من
بين اللاعبين الذين وصلوا مع منتخبات بلدانهم إلى دور الثمانية حيث يظهر
في هذا الدور 37 لاعبا محترفا بالبوندسليجا.
ويأتي الدوري الأسباني في المركز الثاني من خلال 34 لاعبا ثم الدوري الإيطالي برصيد 25 لاعبا.
وما من فريق يشهد على خيبة أمل الدوري الإنجليزي في المونديال الحالي أكثر
من فريق تشيلسي على الرغم من فوزه بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي
حيث تسببت الإصابات في ابتعاد عدد من لاعبي الفريق عن المشاركة في البطولة
بينما لم يقدم البعض الآخر المستوى المنتظر منه.
وتعرض اللاعب الإيفواري ديدييه دروجبا مهاجم تشيلسي للإصابة قبل بداية
المونديال الحالي. ورغم تعافيه من الإصابة ومشاركته في التشكيل الأساسي
لمباراتي المنتخب الإيفواري أمام البرازيل وكوريا الشمالية ، خرج دروجبا
مع الفريق من الدور الأول (دور المجموعات).
ولم يشارك مايكل بالان نجم خط وسط تشيلسي وقائد المنتخب الألماني في هذا
المونديال بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال مشاركته مع تشيلسي أمام
بورتسموث في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
بينما خرج فرانك لامبارد وأشلي كول وجون تيري نجوم تشيلسي مع المنتخب
الإنجليزي مبكرا من البطولة بعد الهزيمة أمام ألمانيا في دور الستة عشر.
وودع الفرنسي نيكولا أنيلكا مهاجم تشيلسي المونديال الحالي مبكرا بعدما
أهان مدربه ريمون دومينيك المدير الفني للمنتخب الفرنسي بين شوطي المباراة
الثانية للفريق في دور المجموعات أمام المنتخب الفرنسي ثم غادر الفريق
بأكمله البطولة بعد الهزيمة 1/2 أمام منتخب جنوب أفريقيا (بافانا بافانا)
صاحب الأرض في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات البطولة.
ولم يختلف أداء الدوري الإنجليزي كثيرا عن أداء المنتخب الإنجليزي في
المونديال الحالي مما يوحي بأن كثرة المباريات التي يخوضها اللاعبون في
الموسم بالدوري الإنجليزي قد تصبح محل نقاش في الفترة المقبلة.
ومن المؤكد أنها ليست مصادفة أن يكون الدوري الألماني هو الأبرز من حيث
عدد اللاعبين المتواجدين له في دور الثمانية بالمونديال الحالي علما بأن
لاعبي البوندسليجا يحصلون على أكبر راحة ممكنة خلال الموسم وذلك في عطلة
الشتاء التي تجعلهم أكثر انتعاشا في بداية الدور الثاني للمسابقة بعد
العطلة التي تمتد لمدة نحو شهر بداية من منتصف كانون أول/ديسمبر وحتى
منتصف كانون ثان/يناير.
ولم يخض أي فريق في أوروبا عددا من المباريات في الموسم الماضي أكثر من
فريق انتر ميلان الإيطالي الفائز بألقاب دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال
أوروبا.
ولكن انتر سيشهد مشاركة أربعة على الأقل من لاعبيه خلال مباراة المنتخبين
البرازيلي والهولندي اليوم في دور الثمانية للبطولة وهم مايكون ولوسيو
وجوليو سيزار في البرازيل وويسلي شنايدر في هولندا.
وقد تسوء الأمور بشكل أكبر بالنسبة للدوري الإنجليزي إذا كان النهائي بين
أوروجواي أو البرازيل مع المنتخب الألماني مما يعني وجود لاعبين فقط من
الدوري الإنجليزي في المباراة النهائية.
وسيكون أحد هذين اللاعبين هو حارس المرمى البرازيلي البديل جوميز حارس
توتنهام الإنجليزي والآخر هو اللاعب البرازيلي روبينيو نجم مانشستر سيتي
الإنجليزي والذي قضى نصف الموسم الماضي في صفوف فريق سانتوس البرازيلي على
سبيل الإعارة