توج المنتخب الأسباني لكرة القدم بلقبه العالمي الأول اثر فوزه على نظيره
الهولندي 1/صفر مساء أمس الأحد في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم
2010 بجنوب أفريقيا والتي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل السلبي على استاد
"سوكر سيتي" في جوهانسبرج.
وأسدل الستار على أول بطولة لكأس العالم تقام بالقارة الأفريقية بتتويج
بطل ثامن لكؤوس العالم حيث أصبح المنتخب الأسباني ثامن فريق يحرز لقب
البطولة على مدار تاريخها الذي يمتد على مدار 80 عاما.
ونجح المنتخب الأسباني في الفوز باللقب العالمي في أول مرة يصل فيها
للمباراة النهائية ليضيفه إلى اللقب الأوروبي الذي أحرزه قبل عامين بالفوز
على ألمانيا 1/صفر في نهائي يورو 2008 .
وفشل المنتخب الهولندي للمرة الثالثة في تحقيق الفوز في المباراة النهائية
حيث سبق له أن خسر نهائي مونديال 1974 بألمانيا الغربية و1978 بالأرجنتين
أمام صاحبي الأرض في كل من البطولتين على الترتيب.
وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي
لمدة نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين لتكون المرة السادسة في تاريخ
البطولة التي تمتد فيها المباراة النهائية لوقت إضافي وهي الثانية على
التوالي.
وشهدت الدقيقة 109 طرد المدافع الهولندي جون هيتينجا لحصوله على الإنذار
الثاني في مباراة شهدت رقما قياسيا للإنذارات في تاريخ المباريات النهائية
للمونديال.
واستغل المنتخب الأسباني التفوق العددي وسجل هدف الفوز الثمين عبر اللاعب أندريس إنييستا في الدقيقة 116 .
ويدين الفريق بفضل كبير في هذا الفوز الثمين إلى حارس مرماه إيكر كاسياس الذي تصدى لانفرادين ليمنح فريقه فرصة تحقيق الفوز.
وكانت المباراة هي أول نهائي لا يشهد مشاركة أي من منتخبات البرازيل
والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا منذ بداية إقامة بطولات كأس العالم في عام
1930 .
وتزامنت المباراة مع عيد ميلاد المدافع الهولندي أندري أوير /36 عاما/
ليصبح أوير ثاني لاعب فقط في تاريخ بطولات كأس العالم يخوض فريقه نهائي
المونديال في يوم عيد ميلاده.
وكان اللاعب الوحيد السابق هو الألماني يورجن جرابوسكي الذي قاد منتخب
ألمانيا الغربية للفوز على هولندا في نهائي مونديال 1974 يوم عيد ميلاده
الثلاثين.
ويحتفل الحكم الإنجليزي هاورد ويب الذي أدار اللقاء بعيد ميلاده التاسع
والثلاثين يوم الأربعاء المقبل علما بأنه أصبح أصغر حكم يدير المباراة
النهائية في بطولات كأس العالم منذ أن أدار الحكم الفرنسي بيير جورج لويس
كابديفيل نهائي مونديال 1938 بفرنسا عندما كان عمره 38 عاما وثمانية شهور.
كما أصبح ويب رابع حكم إنجليزي يدير نهائي المونديال وأول حكم يدير نهائي
دوري أبطال أوروبا وكأس العالم في عام واحد. ولكنه أشهر في المباراة
النهائية للمونديال رقما قياسيا من الإنذارات في تاريخ المباريات النهائية
لبطولات كأس العالم.
وقبل عزف السلام الوطني لكل من هولندا وأسبانيا ، نزل كل من جاكوب زوما
رئيس جنوب أفريقيا والسويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي للعبة
(فيفا) والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) حيث
صافحوا لاعبي الفريقين وتمنوا لهم حظا سعيدا.
وبدأت المباراة بحذر دفاعي شديد من الفريقين وخاصة المنتخب الهولندي الذي استخدم بعض الخشونة للحد من تحركات لاعبي أسبانيا.
وجاءت أول فرصة في اللقاء لصالح المنتخب الأسباني اثر ضربة حرة لعبها
تشافي هيرنانديز في الدقيقة الخامسة وقابلها سيرخيو راموس بضربة رأس قوية
ولكن الحارس الهولندي مارتن ستيكلنبرج تصدى لها ببراعة فائقة ثم شتتها
الدفاع قبل جيرارد بيكيه المتحفز.
وتخلى المنتخب الهولندي تدريجيا عن تراجعه للدفاع وبدأ محاولاته الهجومية
بتسديدة قوية أطلقها ديرك كاوت من مسافة بعيدة في الدقيقة الثامنة وأمسكها
حارس المرمى الأسباني إيكر كاسياس.
وشهدت الدقيقة 11 هجمة خطيرة لأسبانيا أنهاها راموس بتسديدة قوية أطاح بها
المدافع الهولندي جون هيتينجا ببراعة من أمام مرماه إلى ضربة ركنية.
وفي الدقيقة التالية ، سنحت الفرصة مجددا للمهاجم الأسباني اثر كرة عرضية
من ناحية اليمين وقابلها فيا بتسديدة مباشرة وقوية من قدمه اليسرى ولكن
الكرة اصطدمت بالشباك من الخارج.
ورغم البداية القوية للمنتخب الأسباني انتقلت السيطرة النسبية على مجريات
اللعب من الماتادور الأسباني إلى الطاحونة الهولندية في ظل وجود بعض
الارتباك في الدفاع الأسباني ولكن الهولنديين لم يشكلوا أي خطورة على
المرمى الأسباني.
وأشهر الحكم الإنجليزي هاورد ويب البطاقة الصفراء في وجه المهاجم الهولندي
روبن فان بيرسي في الدقيقة 15 للخشونة مع خوان كابديفيلا. وبعدها بدقيقتين
فقط أنذر اللاعب الأسباني كارلس بيول للخشونة مع المهاجم الهولندي آريين
روبن.
وسدد ويسلي شنايدر الضربة الحرة بقوة من مسافة 38 مترا ليمسكها كاسياس بثبات.
ونال الهولندي مارك فان بوميل إنذارا في الدقيقة 22 للخشونة مع أندريس
إنييستا. وبعدها بدقيقة واحدة عرقل سيرخيو راموس المهاجم الهولندي كاوت
لينال إنذارا آخر لتتساوى الكفتان مجددا في الإنذارات.
وبذلك أشهر الحكم أربع بطاقات صفراء خلال النصف الأول من الشوط الأول للمباراة.
وتغاضى الحكم عن طرد اللاعب الهولندي نيجل دي يونج الذي وجه ضربة قوية
وعنيفة بقدمه إلى صدر اللاعب الأسباني تشابي ألونسو في الدقيقة 28 واكتفى
الحكم بالبطاقة الصفراء وسط ذهول من لاعبي أسبانيا بينما خرج ألونسو لتلقي
العلاج خارج حدود الملعب ثم عاد سريعا للملعب.
وعاد الحذر الدفاعي ليفرض نفسه بقوة على أداء الفريقين في الدقائق التالية
التي لم تشهد أي هجمات حقيقية على المرميين باستثناء بعض الكرات الطولية
الساقطة من لاعبي هولندا ولكن كاسياس كان لها بالمرصاد.
وكادت الكرة المثيرة "جابولاني" تصيب المنتخب الأسباني بصدنمة قوية في
الدقيقة 34 اثر كرة طولية من مسافة بعيدة خدعت كاسياس ولكنها خرجت بجوار
القائم إلى ضربة ركنية.
وأهدر المدافع الهولندي يوريس ماتيسين فرصة لفريقه في الدقيقة 37 عندما
وصلت إليه الكرة داخل منطقة الجزاء دون أي رقابة عليه ولكنه فشل في
السيطرة على الكرة لتذهب خارج المرمى.
وتلقى بدرو الكرة بالقرب من منتصف الملعب في الدقيقة 38 وشن بها هجمة
"عنترية" ولكنه تصرع وسدد الكرة من مسافة بعيدة في ظل غياب المعاونة
الهجومية لتمر الكرة بجوار القائم على يسار ستيكلنبرج.
وسدد تشافي كرة قوية من ضربة حرة على مسافة 37 مترا من المرمى ولكن الدفاع الهولندي أبعد الكرة سريعا.
ووجه الحكم تحذيرا شفهيا إلى ويسلي شنايدر للخشونة مع سيرخيو بوسكيتس في
الدقيقة 43 . وسدد ألونسو الضربة الحرة من مسافة بعيدة للغاية لتمر الكرة
خارج المرمى.
وشهدت الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع هجمة خطيرة للمنتخب الهولندي
أنهاها روبن بتسديدة قوية من خارج حدود منطقة الجزاء مباشرة وفي زاوية
صعبة على يسار كاسياس الذي تصدى لها ببراعة وأخرجها لضربة ركنية لم تستغل
لينتهي الشوط بالتعادل السلبي.
وبذلك ، حافظ المنتخب الأسباني على شباكه نظيفة في الشوط الأول بجميع المباريات السبع التي خاضها في البطولة الحالية.
وبدأ المنتخب الهولندي الشوط الثاني بنشاط ملحوظ لمباغتة منافسه الأسباني
ولكن الأخير حافظ على تماسكه ورد بهجوم ضاغط أسفر عن ضربة ركنية في
الدقيقة 47 لعبها تشافي وقابلها بيول بضربة رأس لتمر الكرة باتجاه زميله
كابديفيلا ولكنها مرت من تحت قدمه إلى خارج الملعب لتضيع فرصة رائعة
للمنتخب الأسباني. ورد روبن بتسديدة مباغتة في الدقيقة 52 أمسكها كاسياس.
ونال جيوفاني فان برونكهورست قائد المنتخب الهولندي إنذارا في الدقيقة 54
للخشونة مع سيرخيو راموس. وسدد تشافي الضربة الحرة ولكنها مرت خارج القائم.
وواصل المنتخب الهولندي خشونته لإيقاف خطورة الماتادور الأسباني فأشهر الحكم بطاقة صفراء أخرى في وجه جون هيتينجا في الدقيقة 57 .
وشهدت الدقيقة 59 فرصة خطيرة لهولندا اثر ضربة حرة قابلها هيتينجا بضربة
رأس تحت ضغط من المدافع الأسباني راموس ولكن الكرة مرت بجوار القائم.
ودفع المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني بلاعبه خيسوس نافاس في الدقيقة 60 بدلا من بدرو البعيد عن مستواه.
وأهدر المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي فرصة خطيرة في الدقيقة 61 اثر عرضية عالية من شنايدر قابلها بضربة رأس ولكن الكرة ذهبت بعيدا.
وأنقذ كاسياس فريقه من هدف مؤكد في الدقيقة التالية بعدما تصدى لانفراد
تام من روبن الذي تلقى تمريرة بينية من زميله شنايدر ليضرب مصيدة التسلل
ويتقدم نحو المرمى الأسباني حيث انفرد بالحارس وسدد الكرة رائعة ولكن
كاسياس تصدى لها ببراعة.
واستيقظ المارد الأسباني من غفوته وقدم فاصلا من التمريرات الرائعة التي
أرهق بها الدفاع الهولندي ولكنه فشل في ترجمتها إلى هدف التقدم في ظل
التكتل الدفاعي الهولندي.
ونال كابديفيلا إنذارا في الدقيقة 67 للخشونة مع فان بيرسي.
وشهدت الدقيقة 70 فرصة أسبانية خطيرة اثر تمريرة عرضية متقنة لعبها نافاس
من داخل منطقة الجزاء واصطدمت بالدفاع الهولندي وتهيأت أمام فيا غير
المراقب ليسدد الكرة قوية ولكنها ارتدت من جسد الحارس الهولندي إلى ضربة
ركنية لم تستغل.
ودفع المدرب بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الهولندي بلاعبه إليريو إليا في الدقيقة 71 بدلا من ديرك كاوت.
وحصل إنييستا على ضربة حرة في الدقيقة 73 خارج منطقة الجزاء في مواجهة المرمى الهولندي وسددها فيا ولكنها مرت فوق المقص الأيسر.
وأهدر فيا فرصة في الدقيقة 76 بتسديد الكرة بعيدا عن المرمى ثم سدد كرة
أخرى في الدقيقة التالية اصطدمت بالدفاع وخرجت إلى ركنية لعبها تشافي
وقابلها سيرخيو راموس بضربة رأس قوية مرت فوق العارضة.
وأهدر إنييستا فرصة أسبانية خطيرة في الدقيقة 81 بعدما اخترق منطقة الجزاء
الهولندية ولكنه تردد في التسديد أو التمرير ليسقط على الأرض ويبعد الدفاع
الكرة.
وتصدى كاسياس لانفراد آخر من روبن الذي استغل أخطاء التغطية الدفاعية
الأسبانية في الدقيقة 83 وانفرد بالحارس الأسباني العملاق الذي تصدى له
ببراعة لينقذ فريقه في وقت قاتل.
ونال روبن إنذارا في الدقيقة 84 للاحتجاج على قرارات الحكم.
ودفع دل بوسكي بلاعبه سيسك فابريجاس نجم خط وسط أرسنال الإنجليزي في الدقيقة 87 بدلا من تشابي ألونسو لتنشيط أداء الفريق.
وواصل المنتخب الأسباني محاولاته الهجومية بينما شكلت الهجمات المرتدة السريعة لهولندا خطورة فائقة على المرمى الأسباني.
وفشلت محاولات الفريقين في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني لينتهي الوقت
الأصلي بالتعادل السلبي ويلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي لمدة نصف ساعة
مقسمة بالتساوي على شوطين.
وواصل المنتخب الأسباني هجومه في الوقت الإضافي وطالب لاعبو أسبانيا بضربة
جزاء في الدقيقة 92 بعد سقوط إنييستا وتشافي داخل المنطقة ولكن الحكم أشار
باحتساب ضربة ركنية فقط.
وأهدر البديل فابريجاس هدفا مؤكدا بعدما تلقى تمريرة بينية رائعة انفرد
على اثرها وسدد الكرة من داخل حدود منطقة الجزاء لحظة خروج الحارس
الهولندي ولكن الأخير تصدى للكرة بقدمه لينقذ فريقه من هدف مؤكد.
ورد المنتخب الهولندي في الدقيقة التالية بفرصة خطيرة اثر ضربة ركنية
قابلها ماتيسين بضربة رأس رائعة علت العارضة مباشرة في غفلة من الدفاع
الأسباني.
وسيطرت الأنانية على إنييستا في الدقيقة 99 فأضاع هدفا أكيدا لأسبانيا
بعدما فضل المرور بنفسه والتسديد بدلا من التمرير إلى زميليه ديفيد فيا
وفابريجاس الخاليين تماما من الرقابة.
ودفع فان مارفيك بلاعبه رافاييل فان دير فارت بدلا من نيجل دي يونج.
وأهدر البدلي نافاس هدفا آخر لأسبانيا عندما تسرع وسدد الكرة من زاوية
صعبة في الدقيقة 101 لتصطدم بالدفاع وتذهب في الشباك من الخارج.
وواصل الأسبان إهدار الفرص فانطلق فابريجاس بالكرة في الدقيقة 104 وسددها بشكل غير دقيق من حدود منطقة الجزاء لتمر خارج المرمى.
ولعب إديسون برافهيد في الدقيقة 105 بدلا من فان برونكهورست. ومع بداية
الشوط الإضافي الثاني دفع دل بوسكي بمهاجمه فيرناندو توريس بدلا من ديفيد
فيا.
ووسط المحاولات الهجومية المتتالية لأسبانيا لم يجد هيتينجا سوى إسقاط
إنييستا خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 109 ليطرده الحكم بعدما أشهر في
وجهه الإنذار الثاني.
وسدد تشافي الضربة الحرة ولكنها ذهبت فوق العارضة. ونال الهولندي جريجوري
فان دير فيل إنذارا في الدقيقة 111 للخشونة مع إنييستا أيضا.
وسدد شنايدر ضربة حرة قوية في الدقيقة 115 اصطدمت بالحائط البشري الدفاعي وخرجت بجوار القائم.
وأصاب إنييستا المنتخب الهولندي بصدمة قاتلة في الدقيقة 116 عندما تلقى
تمريرة بينية قاتلة من زميله فابريجاس وهيأها لنفسه وسددها في شباك هولندا
لتكون هدف الفوز الثمين.
وتوترت الأعصاب في الدقائق التالية ففشلت جميع محاولات الهولنديين لتحقيق
التعادل لينتهي اللقاء بالفوز الثمين لأسبانيا والتتويج باللقب العالمي
للمرة الأولى وإخفاق الطاحونة الهولندية في التتويج بلقب المونديال في
ثالث مباراة نهائية تصل إليها