لن تستطيع تجآهلي لأنني شمس " لن تستطيع تجاهلي لأنني شمس".
قالتها وهمت بالنهوض لولا أنه أمسك بيدها
و حدق في عينيها مستنكرا :'ومن أكون أنا وماذا تريدينني أن أكون ؟
عباد شمس؟".
لم تكن تتوقع منه ردة فعل كهذه ولا جملة غريبة بهذا الشكل
قسمات وجهه لا تبدو عليها مظاهر
المزاح ولا الإستهزاء.
لقد كان رافضا وجادا و حائرا ، وأذهلها للحظات
لكن صورة عباد شمس سامق زارت مخيلتها
و انفجرت ضاحكة.
"عباد شمس، أنا شمس وأنت عباد شمس ' قالتها واستمرت في
ضحك لا ينقطع
و لم يستطع هو أيضا تمالك نفسه ومقاومة رغبته في ضحكة مجنونة.
غيَّر طريقة إمساكه ليدها وحركها كراشد يريد أن يمشي صبية صغيرة.
ككل مرة انتهى الخلاف بقفزة إلى عالم الغرابة والاستحالة واللامنطق
وكانا مجددا على موعد مع متعة الإنسجام؛ لاامرأة كانت تستطيع
أن تأخذه إلى آفاق جديدة مثلها
لا امرأة كانت خيالية وطفولية ومبعثرة و منسقة مثلها
"كالشمس 'لا .. لقد أخطأت الوصف .
إنها كانت تشبه الأسطورة لا الشمس
بل الأساطير لا الشمس
هذا ماكان يقوله في نفسه حينما قاطعته قائلة:'
أتعلم أن هناك أسطورة من بيرو عن الشمس وعباد الشمس؟
لكن قل لي قبل ذلك ..
هل نقول بيرويين أو بيروفيين أم ماذا؟'.
أجاب:'نقول سكان بيرو ,يا كوكبي المنير, فماذا تقول الأسطورة؟
قالها وهو لازال يستغرب كيف أن خيالها قادها إلى
نفس الكلمة التي كان يفكر
فيها 'أسطورة'
كم كان عجيبا أن تخترق عالمه كل مرة كجنية لا مبالية لا تدرك قواها الخارقة.
ابتسمت وواصلت:
يحكي سكان بيرو أن فتاة رفضت كل من تقدموا لخطبتها وصارحت والدها بأنها
لن تتزوج إلا من الشمس ، و بعدما يئس والدها وقال لها مستسلما :
'ليكن لك ماتشائين'، علمت من أم الشمس أن أمنيتها قابلة التحقيق لكن الشرط الوحيد
أن لا تحاول النظر إلى وجه الشمس بعد الزواج وإلا سينالها مالاتحمد عقباه.
تزوجته وعاشت في سعادة إلى يوم غلبها الفضول و تطلعت إليه
أنهى الشمس زواجهما مباشرة وأعادها للأرض محولا إياها إلى زهرة.
زهرة عباد الشمس التي ارتفعت وطالت و ظلت تستدير باتجاه الشمس.
حوَّل وجهه ليقابل وجهها وقال:
'تقصدين هكذا،مع أن شمس بيرو مذكر و عباد شمسهم مؤنث .'
اقتربت منه أكثر وعيونها ترنو إلى عيونه
و كانت الشمس تغيب في حديثهما وراء تجليات
شفق وطقوس حب دافئ.
أعجبتني فنقلتهآ لكم ،،،