اللاذقية عروس الساحل

اللاذقية عروس الساحل:

نظراً للميزات الطبيعية الاستثنائية التي يتصف بها هذا الإقليم فانه عرف الاستيطان البشري منذ أقدم العصور وقد عثر في بعض تلاله على أدوات مصقولة من الصوان تعود إلى العصر الحجري القديم كما تم اكتشاف بيوت و تحصينات في الطبقة الدنيا لأوغاريت تعود إلى الإلف السادسة قبل الميلاد .

و يعتقد إن هذه البيوت تمثل أول استقرار بشرس جرى في حوض المتوسط وفي منتصف الإلف الثالثة قبل الميلاد استوطن الكنعانيون الساحل السوري وأقاموا المدن و الممالك التي كانت أوغاريت أكثرها أهمية وقد شكلت هذه المدينة مملكة مستقلة ووسعت حدودها بعد أن أقامت تنظيما سياسيا و اجتماعيا وكونت علاقات تجارية و ثقافية مع الشعوب المجاورة . وقد أبدعت تراثا حضاريا عريقا حتى إن كثير من مسلمات التاريخية التي كانت سائدة قبل اكتشاف حضارة أوغاريت قد انقلبت الآن رأسا على عقب .

بعد انهيار مملكة أوغاريت خضعت لموجات الساميين القادمين من بلاد ما بين النهرين كالأكاديين و الآشوريين و البابيلين وفي حوالي منتصف القرن السادس قبل الميلاد بسط الفرس نفوذهم على المنطقة بكاملها . وبعد قرنين من الزمن هزم الفرس على يد اليونان بقيادة الأسكندر . وأبان حكم اليونان شيدت مدينة اللاذقية باسمها الحالي . ومن المعتقد أنها بنيت على انقاد مدينة كنعانية قديمة اسمها ( باريمونا ) أو (راميتا ).

في عام 64 ق م أصبح ساحلنا جزءا من الولاية الرومانية في سوريا وقد ازدهرت مدينة اللاذقية في هذه الفترة على يد الإمبراطور ( سبتموس سفير ) وبعد ذلك خضعت المنطقة للحكم البيزنطي إلى أن تم تحريرها على يد الجيوش العربية عام 637 م . وفي العهد الأموي كان الساحل تابعا لما يسمى " جند حمص " وقد بسط الحمدانيون نفوذهم على المنطقة في القرن العاشر . كما خضعت بعد ذلك للسلجوقيين . وقد احتل الصليبيون مدينة اللاذقية عام 1097 م وفي تموز عام 1188 م انتزعها صلاح الدين الأيوبي من أيديهم . في عهد مماليك كان الساحل السوري جزءا " نيابة طرابلس ". وفي عام 1516 م خضعت هذه المنطقة كغيرها من المناطق البلاد العربية إلى الحكم العثماني . ومن البديهي أن المنطقة عانت كثيرا من الفوضى الاجتماعية والتعسف السياسي أبان أربعة قرون متلاحقة مما ترك أثرا سلبيا في جميع المجالات . بعد إجلاء العثمانيين 1918 م اثر الثورة العربية حددتها معاهدة سايكس بيكو الاستعمارية جزءا من المنطقة الزرقاء بقصد إخضاعها للحكم الفرنسي . وفي العام نفسه نزلت فيها الجيوش الفرنسية من البحر وقابلها السكان بإضرام نار الثورة التي اندلعت عام 1919 م في الجبال الحصينة بقيادة الشيخ صالح العلي . وقد كانت هذه الثورة تعبيرا عن الرفض السوري المطلق للانتداب الفرنسي وقد كبدت الفرنسيين خسائر فادحة لقواتها وشدة انتشارها . وقد استمرت سنتين إلى أن تمكنت فرنسا من إخمادها .

في 17 نيسان عام 1946 م تم جلاء القوات الفرنسية عن القطر . ومنذ ذلك التاريخ شهدت المنطقة تطورا كبيرا شمل شتى مناح الحياة الفكرية و الاقتصادية . وقد عادت إليها أهميتها بعد أن كانت قد فقدتها فترة طويلة من الزمن .

:شكرا : sakher
عالمعلومات الحلوة عن الادئية