الانترنت السوري في التأني السلامة وفي العجلة الندامة

وضعت الاستراتيجية الوطنية الصادرة عام 2004 أهدافاً موثقة رقمياً على أمل تحقيقها خلال عشر سنوات، وتركِّز الاستراتيجية على أنه «يجب الوصول إلى هذه الأهداف في عام 2013».. لكن، يبدو أنَّ هذا الوصول أصبح ضرباً من المستحيل، لاسيما أنَّ الاستراتيجية توقَّعت إشراك

] شخص من كل خمسة أشخاص بخدمة الإنترنت في سورية، أي نحو مليوني مشترك تحقَّق حتى الآن منهم حوالي الثلث( 743478 مشتركاً فقط) في خدمتي Dial – up وADSL. وليس خافياً على أحد أنَّ أهم أسباب عدم الوصول إلى الأرقام المنشودة، هو عدم ثقة المواطن بجودة هذه الخدمة وفعاليتها

لا يمكن حصر جميع المعطيات التي أدَّت إلى ضعف الإنترنت وتردِّي خدمات الشبكة العنكبوتية، إلا أنَّ الثابت في سورية جملة من الآليات التي تقف حجر عثرة في سبيل تطوُّر هذه الخدمة وانفتاحها.. يقول خبير الاتصالات محمود عنبر: «عندما تريد أن تحاسب المشترك على الزمن، يجب أن تقدِّم مستوى خدمة مقبولا، وغير ذلك يشير إلى مشكلة، وهذا يتطلَّب وضع معايير بين عدد المشتركين وسعات الدارات الموجودة عند كلِّ مزود خدمة، وهو ما لا يتمُّ في الوقت الراهن»..
ترى فاتن شلبي، من الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، أنَّ عدم القدرة على مواكبة خدمات الاتصال الجديدة للحزم العريضة النطاق أدَّى إلى ضعف الخدمة، وتضيف شلبي: «الحزم العريضة أصبحت ضرورة، نظراً إلى زيادة حجوم الملفات المتداولة عبر الشبكة العنكبوتية. حيث إنَّ الاتصال الهاتفي العادي لا يلبِّي هذه الحاجات المتزايدة، وهي الخدمة الأكثر انتشاراً في سورية»..
من جهته، لا يوافق المهندس علي علي، مدير الوحدة الاقتصادية للانترنت IBU في المؤسسة العامة للاتصالات، على القول بأنَّ ضعف شبكة الانترنت في سورية مردّه الجانب الفني فقط، بل يعيده إلى أسباب غير مباشرة ومجموعة عوامل، أهمها العوامل البشرية والتنظيمية، منها قوانين وآليات تحكم عمل هذا القطاع، مثل القانون (50) الخاص بالعاملين، وقانون العقود (51) والرواتب والأجور والكوادر المؤهلة المتدربة (مع إمكانية الحفاظ عليها في القطاع العام).
أما السبب المباشر للبطء في الخدمة، فيعود- حسب علي- إما إلى المزود أو شبكة تبادل المعطيات التابعة لمؤسسة الاتصالات (بي دي ان) ويضيف: «مستوى الأداء بين المزود وشبكة تبادل المعطيات غير متكافئ، كما أنَّ مفهوم جودة الخدمة غير متوافر. بالإضافة إلى أنَّ عدم توافر خدمة الحزم العريضة والأسعار العالية وطرق المحاسبة (قبل 1/3/2009) أسهمت بطريقة معينة في زيادة الاستخدام السيئ من قبل المشتركين لخدمة الحزم العريضة، حيث يقوم المشترك الواحد بتزويد الخدمة لعدد من المشتركين الآخرين ما يؤدِّي إلى انشغال الدارة على مدار 24 ساعة».. أما مستشار وزير الاتصالات والتقانة، المهندس إباء عويشق، فيرد السبب إلى خدمة Dial – up التي جاءت لتشجيع الناس على استخدام الانترنت بحدود ضيقة (تصفح البريد الالكتروني) ودون تفاعلية، مستدركاً بالقول: «إنَّ هناك خطة قد بدأ العمل بها لنقل المشتركين وتعزيز البوابات لتصبح على الحزمة العريضة، وينتهي المشروع آخر الشهر السادس».. ويؤكِّد عويشق أنَّ المشروع سوف يحمل الشبكة الحالية استطاعتها القصوى من خلال طرح 50 ألف بوابة عريضة (ADSL

الحلقة الأضعف

ضمن هذا الواقع، يظهر المشترك في خدمة الانترنت السورية كالحلقة الأضعف، فلا هو حصل على خدمة ذات جودة عالية، ولا ضَمِنَ حقَّه في التعويض عند انقطاع بعض الخدمات، لاسيما في حال كان مشتركاً عن طريق مزود خدمة خاص، مع العلم بأنَّ هناك نحو 9 مزودات خدمة خاصة، بالإضافة إلى مزودين حكوميين.. ويبيِّن العقد بين مخدمات الإنترنت الخاصة وبين مؤسسة الاتصالات، أنَّ على مقدم الخدمة (المزود الخاص) دعم المشتركين فنياً على مدار الساعة، وإصلاح الأعطال مباشرة في التجهيزات الخاصة به، والتقيُّد بكل ما يصدر عن الوزارة ومؤسسة الاتصالات، باعتبارهما الجهة المنظِّمة، وبوجه الخصوص، حدود التعرفة التي تضمن حقوق المستخدمين، إلا أنَّ العقد لا يتضمَّن آلية لتعويض المشترك المتضرِّر نتيجة توقف الخدمة من قبل المؤسسة ذاتها، كما لا تحدّد الشروط والضوابط التي تقوم المؤسسة بإلغاء الخدمات وفقها.
وحول سبب توقُّف بعض الخدمات، يقول محمود عنبر: «إنَّ عملية التنظيم هي المسؤولة عن إيقاف الخدمة أو إتاحتها؛ فبعض الشركات قامت باتفاقيات مع شركات خارجية في منتدى صناعة البرمجيات، وأثناء نقل البيانات عبر خدمة ftp توقَّفت الخدمة، ما أدَّى إلى خسائر كبيرة، بسبب غياب الطريقة لتعويض المشترك».. وضمن هذه البيئة يقول عنبر: «لا تتوافر صناعة تنموية»..
إلا أنَّ مستشار وزير الاتصالات بيَّن أنَّ هناك خطة لتطوير البنى التحتية وخلق بيئة ملائمة للاستثمار، من خلال مشروع سوف يعلن حول التعاقد مع شركة تدعم التشغيل للبنى التحتية لخدمات تراسل المعطيات والانترنت، وسيتمُّ الإعلان عن توسيع شامل للخدمات والاتجاه نحو تكثيف انتشار الحزمة العريضة، حيث كان عدد نقاط النفاذ عام 2008 نحو 63 موقعاً، ووصل في عام 2009 إلى 120 موقعاً، ويتوقَّع أن يصل عام 2010 إلى 300 موقع نفاذ.

أين الحل؟

رغم كلِّ تلك المواقع ونقاط النفاذ والبوابات العريضة المتوقَّع طرحها، إلا أنَّ الوضع الحالي للشبكة لايؤشِّر إلى انفراج في تطوُّر السرعات والخدمة، بسبب غياب التنظيم وعدم توازن عدد المشتركين مع الطاقة الاستيعابية لنقاط النفاذ.. يقول مدير الانترنت: «إنَّ الانترنت خدمة تشاركية، فالسرعة النظرية لخط ADSL هي 256 كيلو بت في الثانية، لكن اتصال عدد كبيرمن المشتركين في نفس التوقيت عبر الشبكة يؤدِّي إلى تخفيض السرعة بشكل كبير، فالسرعة الحقيقية تمثِّل عدد المشتركين المتصلين بالشبكة، والسعة المتوافرة لهم في كل نقطة نفاذ؛ مثلا نقطة نفاذ القدم متَّصلة بمركز الشبكة بسعة 155 ميغا بت في الثانية، وعدد كلِّ المشتركين فيها 72 مشترك حزمة عريضة.. أما نقطة نفاذ الجلاء الموصولة بسعة 155 ميغا بت أيضاً، فمجموع المشتركين فيها هو 620 مشترك حزمة عريضة، ما يؤدِّي إلى البطء في السرعة في منطقة الجلاء مقارنة بمنطقة القدم»..
إذاً، أين تقع المسؤولية، وكيف يمكن تحديد أصل المشكلة من أجل إتاحة فرصة اللحاق بقافلة الاقتصاد الرقمي العالمية؟
يقول خبير الاتصالات محمود عنبر: «إنَّ المسؤولية تقع على كل الجهات مجتمعة، لأنَّ المزود الخاص يلقي اللوم على المؤسسة، والمؤسسة تلقي اللوم على آلية العمل ورواتب الموظفين وتسرُّب الخبرات من المؤسسة إلى القطاع الخاص، والحقيقة أنَّ مؤسسة الاتصالات في أي بلد في العالم يتوافر لها هامش حركة، أما في سورية، فلا يتوافر مثل هذا الهامش».. معتبراً أنَّ: «ضمن هذا الواقع، لا تستطيع المؤسسة تقديم أفضل من ذلك، فالمؤسسة تعمل وفق آلية القطاع العام وتحتاج إلى مرونة وصلاحية أكبر، فلا يعقل أن يطرح مشروع وتتمَّ الموافقة عليه بعد عام كامل».
ويوافقه مدير الانترنت، على اعتبار أنَّ الخطوة الأولى في نجاح المؤسسة في تأمين خدمات الانترنت لكلِّ شرائح المجتمع، هي تحويل المؤسسة إلى شركة تمتلك الخبرات والآليات التي تتيح العمل بطريقة فعالة ومنتجة أكثر، بحيث تتجاوز البطء في التحسينات وآليات التعاقد التي تمتدُّ إلى سنة كاملة لإقرار المشاريع والتحسينات التقنية الضرورية (في حال سارت الأمور كما يجب)، أو إعطاء المؤسسة المرونة الكاملة لإدارة هذا القطاع بالتعاون مع القطاع الخاص لتأمين كافة خدمات الانترنت بجودة عالية مع أسعار مناسبة للجميع.

صناعة تنموية

في الوقت الذي تحوَّلت فيه شبكة الإنترنت في معظم دول العالم إلى صناعة مربحة، مازلنا نتحدَّث عن سرعات تبدأ من 40 ميغابت في الثانية، ونتمنَّى ضمان ثبات الخدمات وعدم انقطاعها في سورية، فما هو السبيل إلى خلق صناعة معلوماتية في المضمون وفي التقنيات؟!. يقول الخبير محمود عنبر: «إنَّ أسس قيام صناعة تنموية، تحتاج إلى بنية تحتية وكوادر وتطوير شبكة تبادل المعطيات في مؤسسة الاتصالات التي ترتبط بها كلُّ مزودات الخدمة في سورية».. ويضيف: «تطوُّر الانترنت في سورية مرتبط بالنشاط الرقمي وعوامل متكاملة تتعلَّق بالمحتوى وأسعار الحواسب وخطوط الهاتف الثابت، كما أنَّ خدمات الحزمة العريضة ADSL تساعد على تحفيز مقدمي الخدمات نحو الاستثمار في شبكة الانترنت في سورية وإقامة مشاريع أكبر»..
إلا أنَّ الحزمة العريضة (ADSL) نفسها مازالت تحتاج إلى جهود أكبر من أجل نشرها على مستوى شامل، وهي لا تخلو بدورها من السلبيات- على حدِّ قول مدير الانترنت، علي علي: «البنية التحتية ضعيفة، حتى بالنسبة إلى بوابات ADSL، حيث ينقصها الفحص المسبق لخط الهاتف ومدى توافقه مع الخدمة، وكلُّ ذلك يحتاج إلى أدوات ومعدات خاصة غير موجودة، ومن مشاكل الخدمة أيضاً الجهل بالتكنولوجيا واستخدامها»..
أما مستشار وزير الاتصالات، إباء عويشق، فيعتبر أنَّ التوجُّه بالاستثمار الكثيف نحو مشاريع تسمح بتخفيض التكلفة، سينعكس بشكل كبير على المشترك، مثل الاستثمارات في الدارات الدولية والاستثمارات بتركيب عدد كبير من البوابات، وعند اكتمال هذه المشاريع، سيكون لها أثر في تخفيض السعر أيضاً.

بقعة ضوء

رغم كلِّ مشاكل الشبكة في سورية، إلا أنَّ لها عدة ميزات- حسب مستشار وزير الاتصالات- معتبراً أنَّ الخدمة تبقى مستمرَّة عند الزلازل والانقطاعات المفاجئة، بسبب الارتباط بعدة مجالات عبر إيطاليا ومصر وتركيا، وهناك عمل على رفع السعات بكلِّ الاتجاهات؛ ما يسمح بتخفيض التكلفة وتحسين جودة الاتصال، وفي حال توقيع اتفاقية للوصول إلى كبل دولي، سيكون له انعكاسات فنية وتسعيرية جيدة على الخدمة

عدد المشتركين في خدمة الانترنت Dial up عبر مؤسسة الاتصالات 145.893 مشتركاً، أما عدد المشتركين في خدمة الانترنت Dial up عبر مزودات الخدمة الخاصة فقد وصل إلى583610 مشتركين.
عدد المشتركين في خدمة ADSL عبر المؤسسة أيضاً 13544 مشتركاً، وعدد المشتركين في خدمة ADSL عبر مزودات الخدمة الخاصة 431 مشتركاً فقط.

]مليونا مشترك

توقَّعت استراتيجية مؤسسة الاتصالات العامة وصول عدد مشتركي الإنترنت في سورية إلى مليوني مشترك، إلا أنَّ هذا الرقم مازال بعيد المنال بالنظر إلى الأرقام الحالية.. يقول خبير الاتصالات، سامر الرفاعي: «رغم تزايد عدد المشتركين والمستخدمين، إلا أنَّ أرقام المشتركين في سورية تبقى ضعيفة مقارنة بالدول الأخرى، ولن يزداد المشتركون إن لم تتح خدمات الحزمة العريضة بشكل أكبر، والتي توفِّر تفاعلا أكبر من مجرد تصفح البريد الالكتروني أو الدردشة (التشات) المتاحة الآن على خدمة Dial – up»..
كانت أجور الاشتراك على بوابات الحزمة العريضة مكلفة بالنسبة إلى المواطن متوسط الدخل قبل تخفيضها مؤخراً، ويبيِّن إباء عويشق أنَّ تخفيض أجور الاشتراك في الحزمة العريضة إلى 1450 ل.س شهرياً، حفَّز الطلب على بوابات الحزمة العريضة، وحقَّق توازناً إلى حدٍّ ما بين العرض وقدرة الناس على الدفع».. لكن، هل حقَّق التخفيض حتى الآن توجُّهاً نحو إشباع الطلب؟ يقول مستشار وزير الاتصالات: «إنَّ انتشار الانترنت في سورية يحتاج بالتأكيد إلى تخفيضات لاحقة، لكن لا توجد دراسات سعرية، وتعتبر تكاليف الدارة الدولية من أكبر مكونات تكلفة الانترنت، والاتفاقية التي وقِّعت مع قبرص سوف تسمح بتخفيض التكاليف»..
أما عن ارتفاع تكلفة خدمة الاتصال عبر شبكة الخليوي 3G، فيقول مستشار وزير الاتصالات: «إنَّ التنافس وزيادة عدد المشتركين سوف يؤدِّياً إلى تخفيض الأسعار»..

[/size]

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ

زي الااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ تبع حيدر ونص
مشكووووووووور حب

ع مهل شو عم نساوي

ليش شو في ورانا قاعدين
شكرا

ااااااااااااااخ
ااااااااااااااااخ
اااااااااااااااااااااااااخ
مشكووور حب

لك ولييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

» مواصفات المواطن السوري السوري
» شبكة الانترنت في سوريا
» أخطر اسم على الانترنت .. هايدي كلوم