المخرجون السوريون يلحظون الفروق بين السينما والتلفزيون

تابعت الدورة التاسعة من مهرجان روتردام للفيلم العربي فعالياتها بندوة حول تأثير اللغة السينمائية فى الدراما التلفزيونية بمشاركة المخرجين السوريين حاتم علي وباسل الخطيب وهيثم حقي، إلى جانب المخرج المصري مجدي أحمد علي.
وتطرق المشاركون فى الندوة التي أدارها الناقد العراقي عدنان أحمد حسين إلى دور السينما فى الدراما التلفزيونية مبينين ما يمكن تسميته باللغة السينمائية واللغة التلفزيونية ووجود تباين بين اللغتين إذ إن العمل السينمائي مختلف عن العمل التلفزيوني من ناحية التنفيذ وطبيعة المتلقي ووسائل العرض.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية إلـ د. ب. أ، عن المخرج السوري هيثم حقي قوله أنه لا يوجد ما يمكن تسميته باللغة التلفزيونية وإن السينما يتم تصويرها بنفس الطريقة التي يصور بها التلفزيون، لأن الأداة واحدة هي الكاميرا والى جانبها اللون والضوء والمونتاج والممثل والحركة وغيرها، مشيراً إلى أن حديث البعض عن لغة سينمائية أفضل يحط من قدر الدراما التلفزيونية بينما الواقع أن هناك أعمالاً سينمائية جيدة وأخرى رديئة ونفس الحال فى التلفزيون.
وأوضح حقي أن هناك أعمالاً عربية جيدة وإلى جانبها أضعاف من الأعمال غير الجيدة، لافتاً إلى أن زيادة الحرية للمبدع هي السبيل الوحيد لزيادة إبداعه من خلال الجرأة فى التعبير عن نفسه.

بينما رأى حاتم علي أن نقطة التحول فى تصوير الدراما التلفزيونية بأسلوب سينمائي كانت عندما تم اختراع الكاميرا المحمولة والتي ظهرت بالأساس لتغطية الأخبار للتلفزيون ثم تطورت كثيراً بعدها لتصل حالياً إلى التقنيات الرقمية(الديجيتال)، موضحاً أنه يرى فقط أن طبيعة الإنتاج فى المجالين مختلفة فهو فى التلفزيون مطالب بصناعة 22 ساعة فى وقت مماثل للوقت الذي يلزمه لصناعة ساعة ونصف الساعة للسينما.
وأضاف مخرج مسلسل الملك فاروق وجوها أخرى للاختلاف منها توقيت العرض وطبيعة التلفزيون كوسيلة تسلية وكونه خاضعا لرقابة أوسع، مشيراً إلى أن ما حدث فى السنوات الأخيرة ليس سوى تطوير فى شكل الدراما وتقنياتها لكن الأهم حاليا تطوير طبيعة السرد التلفزيوني.

وأبدى علي خشيته من أن توضع فواصل بين الأسلوبين السينمائي والتلفزيوني فتبقى الدراما بنوعيها على حالها ولا تتطور وقال:إن تلك مشكلة يجب أن نفطن إليها كفنانين لعدم الوقوع فيها.
من جانبه قال باسل الخطيب أنه لا توجد إلا لغة واحدة يستخدمها الجميع بينما يظهر الاختلاف الحقيقي فى البناء الدرامي والزمني حتى إن الكثير من المخرجين السينمائيين الذين اتجهوا للتلفزيون لسبب أو لآخر يرغبون فى العودة للسينما.
وأوضح الخطيب أن تقديم فن جيد وصادق يمثل تحديا كبيرا يواجه كل المبدعين العرب وأن المشاهد لا يهمه إلا الجودة لذا فعلى المبدعين الخروج من الجدلية والسعي لتقديم أعمال تليق بتاريخ الفن العربي.

وذكرت الناقدة الهندية لاتيكا بادكاونكار رئيس لجنة تحكيم الأفلام انه قبل ظهور الفضائيات والأطباق اللاقطة في الهند لم يكن لديهم الكثير من القنوات وكانت معظم الأعمال وقتها جيدة لكن الوضع تغير كثيرا عندما ظهرت الفضائيات بالمئات حيث فقدت الأعمال الكثير من مستواها بسبب حالة (الاستسهال) في تقديم الأعمال لمجرد ملئ ساعات البث.
يذكر أن المهرجان الذي يضم 55 فيلما من 22 دولة عربية وأوروبية يحفل بمشاركة سورية واسعة حيث سيعرض لأول مرة الفيلم السوري (الليل الطويل) للمخرج حاتم علي، بعد أن أنهى اللمسات الأخيرة فى استوديوهات موسكو.
كما يشارك فى المسابقة التي تقسم إلى أفلام روائية طويلة وقصيرة وأفلام وثائقية طويلة وقصيرة الفيلم السوري (حسيبة) للمخرج ريمون بطرس، فضلاً عن حضور الفنانين والمخرجين السوريين ومشاركتهم فى الندوات المقامة على هامش المهرجان