هكذا يكون الحب ...........

إنَّ الحقيقةَ ليستْ مَخفيَّةً أو مِنَ الصَّعبِ إدراكُها. إنَّها هُناك في نَفسِ كلِّ إِنسانٍ وقدْ جُبِلَتْ مَعَهُ بعدما خرجَ مِنْ نَفسِه ليُعطي للكونِ شيئاً يُدهِشُهُ؛ شيئاً رآهُ في لَحظةِ حبٍّ حقيقي مَعْ مَنْ وَجَدَ فيهِ مِرآةً لِنفسهِ فأبى إلاَّ أنْ يُشارِكهُ الفرحةِ بما عَرِفَهُ لتَّوِ؛ مَعرِفةً لا يمكنْ أنْ نَصِفها إلاَّ بأنَّها حقيقيَّة!. إنَّها المعرفَةَ بأنَّ الحبَّ هوَ الأمرُ الوَحيدُ مِنْ بينِ جميعِ أمورِ البشَرِ الذي يُمكنُ أنْ يكونَ حقيقيَّاً، لهذا فإنَّ مَنْ لمْ يُدرِكَ الحبَّ بَعدْ، فإنَّه لمْ يُدرِكَ الحقيقةَ بَعدْ ولو جابَ الدُّنيا برُمَّتِها بَحثاً عنها!. إذاً عليكَ أيُّها الإنسان أنْ تجدَ حبيبكَ الحقيقيَّ، وبعدئذٍ تستطيعُ أنْ تنطلقَ في دُنيا المعرفةِ البَشريَّة. لأنَّكَ تكونَ قدْ ملكتَ ما يُساعدكَ على بُلوغِ حاجزِ الخوفْ من الموتْ، وهنا فقطْ تَصلَ إلى أصلِ الوجودْ، وإلى الهدفِ مِنْ وجودِكَ في زمانكَ وفي مكانكَ. حينئذٍ تَغمركَ الفرحةُ العُظمى بأنَّكَ مِنَ الذينَ أنعمَ عليهمْ الكونُ لفهمِ سرمديَّته بأنَّ الإنسانَ ليسَ إلاَّ امتداداً لذاتِ الكونِ، وأنَّ وجودَهُ في بُقعةٍ من الأرضِ ليسَ إلاَّ صورةٌ فوريَّة تمَّ التقاطُها بكميرا القدرْ؛ صورةٌ أخرى تُضافُ إلى صورِ تكوينِ الكونِ لنَفْسِه. فإذا أحبَبْتَ بإخلاصٍ حقيقيٍّ، فإنَّ الكونَ لَنْ يتركَ إخلاصَهُ لكينونتهِ فيكَ، بلْ سوفَ يأمرَ القدرَ بأنْ يلتقطَ لكَ صورةً أخرى رغمَ موتِكَ الماديِّ؛ إنَّها الصورةُ نفسها في جيلكَ السابقْ، وستبقى أنتَ من جديد مع حبيبكَ نَفسهِ ولنْ يكونَ الاختلافُ سوى بالألوانِ، بالزركشاتِ، وبالزينةِ التي تُزَيِّنكَ بها الطبيعةَ مكانَ ولادتك.
وهكذا يكونُ الحبُّ ....................................MBL......................................