قصر العظم احد أهم القصور التاريخية

قصر العظم احد أهم القصور التاريخية في العالمين العربي والإسلامي

يعد قصر العظم بغناه الأثري والمعماري وبما يحتويه من قطع ونفائس شعبية من احد أهم القصور التاريخية في العالمين العربي والإسلامي يقع إلى الجنوب من الجامع الأموي بناه والي دمشق العثماني اسعد باشا العظم سنة/ 1749 م 1136/ه . يؤدي بابه الخارجي إلى مدخل رئيسي يتصل بثلاثة أقسام أساسية الأول السلاملك البراني لاستقبال الزوار وهو على شكل دار شرقية تحيط بغرفها باحة واسعة تتوسطها بركة كبيرة وتحيط بها أشجار الحمضيات والزينة وفي صدر الباحة إيوان مرتفع على جانبيه قاعتان للاستقبال. والقسم الثاني الحرملك الجواني قسم النساء والمعيشة يتصل بالمدخل الرئيسي بثلاثة أبواب متتالية تؤدي إلى الباحة الواسعة التي تتوسط أجمل قاعات المتحف وأغناها والثالث الخدملك إي الجناح الخاص بالخدمة. ويتألف قصر العظم الذي تبلغ مساحته 5500 متر مربع من 16 قاعة كبيرة و 19غرفة في الطابق الأرضي و 3 ايونات و 4 قباب كبيرة و4 برك كبيرة و 19 فسقية ماء تنوعت بين أرضية وجداريه وحمام مؤلف من براني وجواني ووسطاني و 4 مقصورات ومخزن للعربات حول فيما بعد إلى مستودع وأخيرا اصطل للخيل ثم تحول إلى مخازن تجارية. ومن أهم قاعاته قاعة تعرض نماذج من الأثاث الخشبي المصدف والمطعم المحاط بخيوط رقيقة مذهبة من القصدير وتحتوي طقما شرقيا متطورا.. ومرآة فوق مجموعة من الزجاج المذهب وكرسيا خاصا للولادة وصندوق العقاقير وسريرا هزارا للطفل وكرسيا للمصحف ورفوفا جداريه وقباقيب مرتفعة وثريا نحاسية مزينة بالخرز من صنع دمشقي. وفرشت قاعة أخرى على الطراز العربي واحتوت على دكة خشبية محفورة عليها مفارش محشوة بالقطن ومغلفة بقماش الدامسكو وفوقها حشايا ومساند وفي خزائنها مجموعات من الكؤوس والقماقم وقوارير العطور وعلقت فيها ثريتان من النحاس المنزل بالفضة وزعت في ارض القاعة النراجيل والمباخر إضافة لمنقل نحاسي وصندوق حديدي لحفظ الأموال. كما يعرض في إحدى القاعات مشهد من حياة نساء القرن الماضي يمثل المشهد الحماة تحتسى القهوة أمام منقل النار وبجانبها طفل في سريره وسيدتان تلعبان البرجيس وزائرة تخلع ملابسها الخارجية الملاءة وتسلمها للجارية وهن يرتدين أزياء كانت معروفة في القرن التاسع عشر الميلادي. وفي القاعة السادسة أثاث مصنوع من خشب الجوز المطعم بالعظم الذي صنع عام 1903 ميلادي على يد المعلم المشهور عبده النحات احتوت هذه القاعة طقما من المقاعد صنعه الفنان المذكور سنة 1918 م للملك فيصل الأول بن شريف حسين. ويعرض في وسط القاعة السابعة المحمل الشامي الذي كان يحمل على جمل خاص كما يحمل العلم السنجق صنع المحمل والعلم في دار الطراز الرسمية في استانبول عام 1330 ه وفى الوسط يعرض جزء من حزام الكعبة المشرفة من صنع مصر موشى بالآيات الكريمة. وفى الجانب الأيمن للقاعة عرضت بعض أدوات أصحاب الطرق كالمسابح الألفية والطبول وبعض الشارات كما عرضت لوحة فنية مشكلة من الطوابع البريدية وعلى يسارها بعض الهدايا التي يعود بها الحجاج من الديار المقدسة فيها مطرات زمزم ومسابح وخواتم وطاسات وكؤوس وأحجار كريمة متعددة وفي خزائن إحدى القاعات تعرض بعض المخطوطات كالمصاحف المحلاة بالذهب وملف يحوي على تقويم دائم لأوقات الصلاة وحبة قمح كتبت عليها سبعة أبيات من الشعر وقران كريم وبيضة مفرغة كتب عليها بعض الآيات الكريمة. وما يلفت النظر في القاعة الثامنة وجود المقهى الشعبي الذي يجسد الحالة الاجتماعية آنذاك حيث يعرض مشهد شعبي من القرن الماضي إذ نرى في المشهد صاحب المقهى جالسا وراء الطاولة ثم خيال الظل كراكوز والقصاص الشعبي الحكواتى وأفراد الفرقة الموسيقية وقرويين يلعبان المنقلة وهى لعبة حسابية معروفة منذ الزمن القديم. وهناك قاعة السلاح التي تعرض نماذج من صناعة السلاح في سورية بعضها من القرون الوسطى وأكثرها من القرن التاسع عشر الميلادي ومنها الغدارات والدرع والخوذة والدبوس والرمح والبنادق التي استخدمت في معركة مسيلون 24 تموز 1920 م. وخصصت القاعة 11 لاستقبال الضيوف التي تحوى لائحة وضعت على باب القاعة حيث كتب فيها أبيات من الشعر تمتدح اسعد باشا صاحب القصر مؤرخة سنة 1163 ه وتضم مشهد جلوة العروس في القرن التاسع عشر الميلادي ومشهد الباشا مع وكيله وحجرة حوران وحجرة جبل العرب إضافة لمشهد يمثل جانبا من حياة جبل العرب. وفى القاعة 12 تعرض أزياء ومطرزات مختلفة تعطى فكرة عن الفنون الشعبية في القرية السورية إذ تم عرض نماذج من التطريز اليدوي من غوطة دمشق ونماذج من جبل العرب وجبل سمعان ونماذج أخرى من البسط والأزياء الشعبية المختلفة التي تمثل عددا من المناطق والمدن السورية. وهناك قاعة الصناعات الجلدية التي اشتهرت بها سورية مثل" الزرابيل .. رباطات .. محافظ نسائية .. رشمة ومشهد للسروجي مع أدواته أثناء عمله. ويمثل الإيوان مشهدا مصغرا لفرن زجاجي وطريقة العمل فيه ودكان الخراط الذي يمثل مشهدا للصانع بملابسه البسيطة وهو منكب على ألته البدائية التي قدمت في ميدان الفنون التطبيقية مبتكرات عديدة.
واحتوت قاعتا الصناعات النسيجية والنحاسية التي اشتهرت سورية بهما منذ القديم على العديد من النماذج مثل الملاءات والستائر والمناديل ومشهد يمثل الدقاق وهو يضرب بواسطة المدقاق على القماش ونول يدوى قديم وأدوات أخرى متعلقة بالنسيج اليدوي ومشهد لصانع النحاس المنزلي ومشهد أخر للنقاش وكذلك ضمت الصحون والكؤوس والسطول ومجموعة من الأواني المنزلية المتعددة من أباريق ومزهريات وفناجين. ويعد حمام القصر نموذجا مصغرا من الحمامات العامة ولقد هدم في حوادث الثورة العربية الكبرى 1925 - 1927 م وأعادت المديرية العامة للآثار والمتاحف بناءه عام 1953 م وهو يتألف من خمسة أقسام أهمها البرانى والوسطانى والجوانى والخزانة وبيت الشعر. وبالمحصلة فان قصر العظم بما يمثله من قيمة تاريخية يقدم نموذجا للبيت الدمشقي ببساطته في الهندسة والتكوين ودقة الإبداع والفن الداخلي

:شكرا :

MBL

قصر العظم احد أهم القصور التاريخية 177724

» أروع وأجمل القصور والقلاع التي حيكت حولها الأساطير
» رسالة الى الملكوك قبل الموقعة التاريخية