دلالات الاصوات وتطورها

دلالات الاصوات وتطورها

25-5-2009
الصوت ظاهرة طبيعية ندرك أثرها قبل ان ندرك طبيعتها الحقيقية وتركيبتها الحقيقية وقد أثبت علماء الصوت بتجارب عديدة ان كل صوت مسموع يستلزم وجود جسم يهتز ، علما ان تلك الهزات لا تدرك بالعين ، والصوت الانساني هو ككل الاصوات ينشأ من ذبذبات مصدرها الحنجرة . فعند اندفاع النفس من

الرئتين يمر بالحنجرة فيحدث تلك الاهتزازات التي بعد صدورها من الفم او الانف تنتقل خلال الهواء الخارجي على شكل موجات حتى تصل الى الاذن. عادات صوتية ويشير الباحثون الى ان اللغة ليست إلا عبارة عن عادات صوتية تؤديها عضلات خاصة ويتوارثها الخلف عن السلف غير ان العادات الصوتية لا تؤدى من قبل العضلات بصورة واحدة في كل مرة بل قد يلحظ عالم الاصوات بعض الفروق الدقيقة بين نطق أبناء اللغة الواحدة في البيئة الواحدة . وقد أكد لنا المحدثون انه ليس بين ابناء اللغة الواحدة اثنان ينطقان نطقا متماثلا في كل الصفات بل ان المرء الواحد قد ينطق الصوت الواحد من لغته نطقين متباينين في ظروف متباينة فإذا كانت الفروق الدقيقة تبلورت مع مرور الزمن اصبحت من الوضوح بحيث لا تدع مجالا للشك في ان لغة الخلف تغاير لغة السلف في اصواتها . وقد يبدو التطور الصوتي بين لغة الخلف والسلف في بعض الاحيان ضئيلا وذلك لان الوسيلة التي لدينا للكشف عن خصائص لغة الاسلاف هي الكتابة والكتابة وسيلة ناقصة للتعبير عن اللغات . لهذا لاقت مسألة اختلاف الاصوات اللغوية اهتماما بالغا من قبل الباحثين في مجال الصوت ومن قبل اللغويين ايضا فظهرت نظريات عديدة حاولت كل منها ان تنسب اليها تغير الاصوات واختلافها عبر الزمن ونذكر من هذه النظريات . البيئة الجغرافية إذ يربط بعض المحدثين بين اللغة والصوت والبيئة الجغرافية ، وعزا أولئك المحدثون تطور الاصوات الشديدة في اللغة الالمانية الى نظائرها الرخوة للطبيعة الجغرافية في بعض جهات المانيا واذا كانت اصوات اللغات في بعض الجهات الجبلية تميل الى الخشونة فليس السر في الطبيعة الجبلية حيث انه توجد كثير من الجهات السهلية قد اشتركت اصواتها في هذه الصفة. الحالة النفسية حيث تتوزع الاصوات اللغوية بين الشدة والرخاوة والشعوب عامة حين تميل الى الدعة والاستقرار تميل اصواتها الى الانتقال من حالة الشدة الى الرخاوةواذا عمد الى الاعتزاز بقوته او تجسيد بطولاته مال الى العكس . اختلاف اعضاء النطق تستند هذه النظرية الى الاختلاف الطفيف المحتمل في اعضاء النطق الذي يتبعه اختلاف في الاصوات إلا ان أحداً من علماء التشريح لم يستطع ان يبرهن على صحة هذه النظرية بل برهن معظمهم على ان اعضاء النطق عند الانسان تتحد في تفاصيلها كافة من وجهة نظر علم التشريح وقد أكد بعضهم ان حنجرة اشهر المغنين لا تمتاز عن حنجرة الانسان العادي والفرق بين المغني وغيره هو أن الاول يستطيع امتلاك زمام تنفسه والسيطرة على ما يندفع من الرئتين من هواء سيطرة تامة بينما لا يمتلك الثاني هذه القدرة . نظرية السهولة الصوت مجهود عضلي كأي مجهود آخر لذا فمن الطبيعي ان يميل به الانسان الى السهولة والاقتصاد وتلمس اقصر السبل للوصول الى ما يهدف اليه وابراز المعاني وايصالها الى المتحدثين اليه وهذا التطور من الصعب الى السهل يحدث بشكل تلقائي دون ان يشعر به المتكلم أو بعمد اليه قصدا لأن ذلك مرتبط بطبيعة الانسان . نظرية الشيوع وتقول هذه النظرية ان الاصوات التي يشيع تداولها او استعمالها تكون أكثر تعرضا للتطور والتغير من غيرها وهذا ما حدث في بعض اصوات لغتنا العربية وقد سماها القدماء حيناً/ إدغاماً / وحيناً آخر / إبدالا/ وكل ذلك لايعني ان تطور الاصوات يقضي على القديم ويفنيه فناء تاماً دون ان يترك أثراً له وان اصواتا جديدة؛ لا وجود لها من قبل تنمو وتنتشر في الكلام وإنما يعني تطور الاصوات ان القديمة منها تنتقل من مخارجها وتستعمل في مخارج جديدة او يبطل استعمالها. وقد لاحظنا كيف ان اللغة العربية كانت مسايرة للتطورات الهائلة التي طرأت على الحياة حيث كان لها قدرة هائلة في هذا المجال ، وهذا التطور لا يزال مستمراً على الرغم مما مرّ على اللغة العربية من اطوار حيث أخذت من الألفاظ الدخيلة حاجتها وفق الظروف وهذا ما جعلها تكسب مكسبا عظيما بحيث تساير النهضة العلمية الحديثة

:شكرا :

:merci:والله وجعوني عيوني لخلص بس على كل حال شكرا الك شي حلو

» تحليلات نفسيه في شخصيه الإنسان وتطورها