ما هُوَ المطلوبُ منّي ؟ |
ما هُوَ المطلوبُ بالتحديد منّي ؟ |
إنَّني أنْفَقتُ في مدرسة الحُبّ حياتي |
وطَوالَ الليل .. طالعتُ .. وذاكرتُ .. |
وأنهيتُ جميعَ الواجباتِ.. |
كلُّ ما يمكنُ أن أفعلَهُ في مخدع الحُبِّ ، |
فَعَلْتُهْ ... |
كلُّ ما يمكنُ أن أحفرَهُ في خَشَب الوردِ ، |
حَفَرْتُهْ ... |
كلُّ ما يمكنُ أن أرسُمَهُ .. |
من حُرُوفٍ .. ونقاطٍ .. ودوائرْْ .. |
قد رَسَمْتُهُ .. |
فلماذا امتلأَتْ كرَّاستي بالعَلاَمات الرديئَهْ ؟. |
ولماذا تَسْتَهينينَ بتاريخي .. |
وقُدْراتي .. وفنّي .. |
أنا لا أفهمُ حتى الآنَ ، يا سيِّدتي |
ما هُوَ المطلوبُ منّي؟. |
2 |
ما هُوَ المطلوبُ منّي؟ |
يشهدُ اللهُ بأنِّي .. |
قد تَفرَّغْتُ لنهديْكِ تماما .. |
وتَصَرَّفْتُ كفنّانٍ بدائيٍّ .. |
فأنْهَكْتُ .. وأَوْجَعْتُ الرُخَاما |
إنّني منذُ عصور الرِقِّ .. ما نِلْتُ إجازَهْ |
فأنا أعمَلُ نَحَّاتاً بلا أَجْرٍ لدى نَهْدَيْكِ |
مُذْ كنتُ غُلامَا .. |
أحملُ الرملَ على ظَهْري .. |
وأُلْقِيهِ ببحر اللانهايَهْ |
أنا منذ السَنَة الألفَيْنِ قَبْلَ النهدِ .. |
يا سيِّدتي – أفعلُ هذا ... |
فلماذا؟ |
تطلبينَ الآنَ أن أبدأَ – يا سيّدتي – منذُ البدايَهْ |
ولماذا أُطْعَنُ اليومَ بإبْداعي .. |
وتشكيلاتِ فنّي ؟ |
ليتني أعرفُ ماذا ... |
يبتغي النَهْدَانِ منّي؟ ؟ |
3 |
ما هُوَ المطلوبُ منّي ؟ |
كي أكونَ الرجُلَ الأوَّلَ ما بين رجالِكْ |
وأكونَ الرائدَ الأوَّلَ .. |
والمكتشفَ الأوَّلَ .. |
والمستوطنَ الأوَّلَ .. |
في شّعْرِكِ .. أو طَيَّاتِ شَالِكْ .. |
ما هو المطلوبُ حتّى أدخلَ البحرَ .. |
وأَستلقي على دفءِ رمالِكْ ؟ |
إنني نفَّذْتُ – حتى الآنَ – |
آلافَ الحماقاتِ لإرضاء خيالِكْ |
وأنا اسْتُشْهِدتُ آلافاً من المرَّاتِ |
من أجل وصالِكْ .. |
يا التي داخَتْ على أقدامِها |
أقوى الممالِكْ .. |
حَرِّريني .. |
من جُنُوني .. وجَمالِكْ .. |
4 |
ما هُوَ المطلوبُ منّي ؟ |
ما هُوَ المطلوبُ حتى قطَّتي تصفحَ عنّي ؟ |
إنَّني أطْْعَمْتُها .. |
قمحاً ... ولَوْزاً ... وزَبيبا .. |
وأنا قدَّمتُ للنهديْنِ .. |
تُفَّاحاً .. |
وخمراً .. |
وحليباً .. |
وأنا علّقتُ في رقْبَتِها .. |
حَرَزَاً أزْرَقَ يحميها من العَيْنِ ، |
وياقُوتاً عجيبا .. |
ما الذي تطلبهُ القِطَّةُ ذاتُ الوَبَر الناعِم منّي ؟ |
وأنا أَجْلَسْتُها سُلْطَانةً في مقعدي .. |
وأنا رافقتُها للبحر يومَ الأَحَدِ ... |
وأنا حَمَّمْتُها كلَّ مساءٍ بيدي .. |
فلماذا ؟ |
بعد كلِّ الحُبِّ .. والتكريمِ .. |
قد عضَّتْ يدي ؟. |
ولماذا هي تدعوني حبيباً .. |
وأنا لستُ الحبيبا .. |
ولماذا هيَ لا تمحُو ذُنُوبي ؟ |
أبداً .. واللهُ في عَليائهِ يمحُو الذُنُوبَا .. |
5 |
ما هُوَ المطلوبُ أن أفعلَ كي أُعْلِنَ للعشق وَلاَئي |
ما هُوَ المطلوبُ أن أفعلَ كي أُدْفَنَ بين الشُهَدَاءِ ؟ |
أَدْخَلُوني في سبيل العِشْق مُسْتَشفى المجاذيبِ .. |
وحتَّى الآنَ – يا سيِّدتي – ما أَطْلَقُوني .. |
شَنَقُوني _في سبيل الشِعْر_ مرَّاتٍ .. ومرَّاتٍ .. |
ويبدُو أنَّهُمْ ما قَتَلُوني |
حاولو أن يقلَعُوا الثورةَ من قلبي .. وأوراقي .. |
ويبدُو أنَّهُمْ .. |
في داخل الثورة – يا سيِّدتي – |
قد زَرَعُوني ... |
6 |
يا التي حُبِّي لها .. |
يدخُلُ في باب الخُرَافاتِ .. |
ويَسْتَنْزِفُ عُمْري .. ودمايا .. |
لم يَعُدْ عندي هواياتٌ سوى |
أن أجْمَعَ الكُحْلَ الحجازيَّ الذي بَعْثَرْتِ في كلِّ الزوايا .. |
لم يعُدْ عندي اهتمامَاتٌ سوى .. |
أَنْ أُطفيءَ النارَ التي أشْعَلَها نَهْدَاكِ في قلب المرايا .. |
لم يعُدْ عندي جوابٌ مُقْنِعٌ .. |
عندما تسألُني عنكِ دُمُوعي .. وَيَدَايا .. |
7 |
إشْرَبي قهوتَكِ الآنَ .. وقُولي |
ما هو المطلوبُ منِّي ؟ |
أنا منذُ السَنَةِ الألفَيْنِ قَبْلَ الثَغْرِ .. |
فكَّرْتُ بثغرِكْ .. |
أنا منذُ السنَة الألفَيْنِ قَبْلَ الخَيْل .. |
أَجْري كحصانٍ حَوْلَ خَصْرِكْ .. |
وإذا ما ذكروا النيلَ .. |
تَباهَيْتُ أنا في طُول شَعْرِكْ |
يا التي يأخُذُني قُفْطَانُها المشْغُولُ بالزَهْر .. |
إلى أرض العَجَائبْ .. |
يا التي تنتشرُ الشَامَاتُ في أطرافِها |
مثلَ الكواكبْ .. |
إنَّني أصرخُ كالمجنون من شِدَّة عِشْقي .. |
فلماذا أنتِ ، يا سيِّدتي ، ضدَّ المواهبْ ؟ |
إنّني أرجُوكِ أن تبتسمي .. |
إنني أرجُوكِ أن تَنْسَجمِي .. |
أنتِ تدرينَ تماماً .. |
أنَّ خِبْراتي جميعاً تحتَ أَمْرِكْ |
وَمَهاراتي جميعاً تحتَ أَمْرِكْ |
وأصابيعي التي عَمَّرتُ أكواناً بها |
هيَ أيضاً .. |
هيَ أيضاً .. |
هيَ أيضاً تحت أَمْرِكْ .. |