عالم ثالث في الولايات المتحدة: الملايين يفترشون الأرصفة

عالم ثالث في الولايات المتحدة: الملايين يفترشون الأرصفة

الجوع، والفقر، والتشرّد، أوبئة تعاني منها أغلب دول العالم الثالث، لكن الولايات المتحدة الأميركية، أغنى دولة وزعيمة العالم المتقدم، تجد نفسها مصنفة مع دول العالم الثالث عندما يتعلق الأمر بهذه الظاهرة. ملايين العائلات الأميركية تعيش تحت غائلة الفقر والجوع، مشرّدة في شوارع كبرى المدن الأميركية؛ حيث تمّ تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسبة المتشرّدين، وصل إلى 15% مقارنة بالعام الماضي، وذلك على خلفية ارتفاع نسبة البطالة وأسعار المواد الغذائية وارتفاع تكاليف السكن في مقابل انخفاض الأجور.

وكشف مؤتمر العمد الأميركيين في تقرير له حول وضع الجوع والتشرّد في 27 مدينة أميركية أن نسبة الأسر المشردة في المدن الأميركية ارتفع بنسبة 7% والأفراد المشردين بنسبة 7%، فيما ازداد عدد المتقدّمين بطلبات للحصول على مساعدات لمكافحة الجوع في المدن الأميركية بنسبة 26%، وهي أكبر زيادة منذ عام 1991؛ ومن المتوقع أن تسجّل هذه الاحصائيات معدلات قياسية بحلول عام 2010، حيث سيكون من الصعب مواجهة الطلب المتزايد على الطعام.

وأفاد المسح، الذي شمل 24 مدينة أميركية، أن 83% من هذه المدن شهدت زيادة ملحوظة في عدد المشرّدين الذين لم يجدوا مأوى في العام الماضي؛ بينما سجلت 19 مدينة، أي 76% من المدن، زيادة في التشرد الأسري، ففي لويزفيل، في ولاية كنتاكي "جنوب"، على سبيل المثال، ارتفع عدد الأسر التي طردت من منازلها بنسبة 58% ليبلغ 931 عائلة مقابل 591 قبل عام واحد، بسبب ارتفاع أسعار الغذاء وزيادة تكلفة الرعاية الصحية والتنقل والطاقة. وفي بوسطن وماساشوستس وبروفيدانس ورود آيلند يعود الارتفاع في عدد الأسر المشرّدة إلى الطرد القسري بعد أن استولت البنوك على منازلهم لأنهم لم يتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم تجاه الرهون العقارية.

وتشهد المدن الأميركية ارتفاعا كبيرا في طلبات المساعدات الغذائية، لأول مرة، من قبل أسر الطبقة المتوسطة التي كانت، في السابق، تتبرع بمساعدات غذائية، واليوم أصبح من المستحيل عليها تأمين الطعام في وقت شهدت فيه أسعار المواد الغذائية ارتفاعا بنسبة 30% بينما لم يطرأ أي ارتفاع على الأجور بل إن بعضها انخفض نتيجة الأزمة الاقتصادية.

وكانت وزارة الزراعة الأميركية قد كشفت في تقرير لها أن نحو 49 مليون رب أسرة أميركي، ما يعادل سدس السكان، عانوا من الجوع في فترة ما خلال عام 2008، ما يمثل رقما قياسيا منذ بدء الولايات المتحدة برصد مستوياتها من الأمن الغذائي في عام 1995.

وتشير فيكي إيسكررا، رئيسة "إطعام أميركا"، كبرى منظمات المعونة الغذائية في الولايات المتحدة، إلى أنها تشرف على نحو 200 "بنك طعام" يطعم أكثر من 25 مليون شخص سنويا، مؤكدة أن الوضع يزداد تدهوراً.

» أجمل شاشة توقف في الولايات المتحدة
» الأطباء أنكروا وجوده ورجال الدين كفروهم... الجن عالم غامض أسر الملايين
» سورية ثالث اسعد دولة عربية وال38 عالميا