زارت كاميرا برنامج "MBC في أسبوع" أسرة الطفل السوداني أحمد؛ الذي
انتحر وعمره 11 عاما، في أعقاب سماعه نبأ وفاة محترف نادي المريخ النيجيري
أندورس أيداهور، في أثناء مباراة لكرة القدم في الدوري السوداني، فيما
كشفت أم الطفل أن رغبته وحبه الشديد للقاء اللاعب في العالم الآخر وراء
الانتحار. وعُرف أحمد وسط أقرانه
بحبه الشديد وتعصبه لنادي المريخ السوداني، حتى إنه يضع على منزله
المتواضع المبني بالطوب اللبن شمالي العاصمة السودانية الخرطوم علم المريخ
الأحمر.
ويقول آدم -والد الطفل أحمد- في لقاء خاص مع "MBC في أسبوع" في حلقة
الجمعة 12 مارس/آذار الجاري: "منذ كان أحمد في عمر الـ7 سنوات وهو يعشق
نادي المريخ، ويكره أن يتعرض أي لاعب في الفريق لأذى".
وأكد آدم أن ابنه عندما سمع نبأ وفاة أيداهور رفض تناول الطعام، ودخل في
حالة نفسية صعبة، وامتنع عن الذهاب إلى المدرسة، ولكن ما لم يتخيله أحد أن
يقدم الطفل على الانتحار، حيث فوجئت أسرته بوجوده مشنوقا داخل دورة مياه.
وعن آخر كلمات ابنها، قالت وداد -أم الطفل أحمد-: "إنه وفي أثناء حزنه سمع
بعض العمال في المنزل المجاور لهم يتحدثون عن وفاة أيداهور؛ ما عمق أحزانه
بشدة وجعله يتمنى لو أن اللاعب النيجيري لم يمت".
وأشارت أمه إلى أنه سألها هل بإمكانه لقاء لاعبه المفضل فتعجبت من سؤاله،
ولكنها لم تدرك أن عقله سيصور له أنه إذا مات فإنه سيكون بإمكانه لقاء
نجمه المفضل في العالم الآخر.
وأضافت وداد والدموع تنهمر من عينها وتتعارك شفتاها لتخرج كلمات متحشرجة:
"كان يعشق فريق المريخ بشكل غير معقول على رغم صغر سنه، وكان يتسمر أمام
شاشة التلفزيون لمتابعة مبارياته، وكانت تعمه فرحة طاغية عندما يحرز
الفريق هدفا، ويجري في المنزل مشيرا بعلامة النصر بأصبعيه".
ولا يملك إخوة أحمد من متعلقاته شيئا إلا ما يمت لنادي المريخ بصلة؛ من صور وملصقات لنجوم الفريق وحتى قبعة النادي الحمراء.
من جانبه، علق اللاعب السعودي السابق فهد المهلل على واقعة انتحار أحمد
قائلا: إنه يتعين على الأسر ترشيد المشاعر الجارفة للأطفال نحو المشاهير
سواء في الكرة أو الرياضة.
كان المحترف النيجيري بنادي المريخ لقي حتفه في أثناء مباراة في الدوري
الممتاز السوداني بين فريقه ونادي الأمل عطبرة، حيث سقط على أرضية الملعب
بعد منتصف الشوط الأول، وبعد تدخل الأطباء ومحاولتهم إسعاف اللاعب فارق
الحياة قبل وصوله إلى مستشفى أم درمان.
وفاة طبيعية
وأوقفت المباراة بعد إعلان نبأ وفاة
اللاعب، وفضت قوات الشرطة اشتباكات بين جمهور المريخ والطاقم الفني ولاعبي
نادي الأمل. وراجت شائعات بتعرضه لضربة من أحد لاعبي الفريق المنافس. لكن
المتحدث باسم الشرطة السودانية الفريق محمد عبد المجيد الطيب قال: إن وفاة
أيداهور طبيعية.
وقال بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم الشرطة محمد عبد المجيد: إن نتيجة
التشريح أفادت بأن الوفاة طبيعية؛ حيث حدث هبوط حاد في الدورة الدموية
للاعب؛ ما أدى إلى فشل في الجهاز التنفسي والاختناق باسترجاع محتويات
المعدة ودخولها عبر القصبة الهوائية.
وأكد أن تقرير الطبيب الشرعي، بعد تشريح الجثمان، أثبت أن اللاعب توفي
نتيجة لهبوط حاد في الدورة الدموية، وفشل تنفسي أدى إلى اختناقه، مشددا
على عدم وجود أية آثار لإصابة أو اعتداء.
وانضم أيداهور إلى صفوف فريق المريخ السوداني فى عام 2006م، قبل أن ينتقل
إلى صفوف فريق النصر الإماراتي لمدة عام، قبل أن يعود إلى المريخ مجددا،
وحصل اللاعب على الجنسية السودانية؛ لكي يتثنى له اللعب لنادي المريخ فى
الدوري السوداني، دون اعتباره لاعبا أجنبيا.