اتيناتشو» إنتر ميلانو: جريمة بشعة بحق كرة
القدم الصورة تتكلم: حصار تام من لاعبي إنتر ميلانو لنجم برشلونة ليونيل
ميسي (مانو فرنانديز ــ أ ب)فرح كثيرون لتأهل إنتر ميلانو
إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وفرح عددٌ أكبر
لخروج برشلونة الذي سبّب عقدة لفرقهم حول العالم. لكن الحزن دخل نفوس كل
محبي اللعب الجميل بعد «الجريمة» التي ارتكبها اللومبارديون بحق اللعبة
شربل كريّمبغضّ النظر إذا كنت من مشجعي إنتر ميلانو أو برشلونة، فإنك لم تشاهد مباراة
ممتعة في تلك الأمسية التي كانت بشعة من نواحٍ مختلفة. فمن دون شك، يحق
لإنتر اعتناق الأسلوب الذي يريده لتحقيق مراده، لكن ما خطّط له مدربه
البرتغالي جوزيه مورينيو كان جريمة بشعة بحق كرة القدم، وتحديداً تلك
المباراة التي تسمّر الملايين من أجلها أمام شاشات التلفزة، آملين التمتع
بمشاهدة الفنيات الاستثنائية.
وبكل تجرّد، وباعتراف الكثيرين من محبي الكرة الإيطالية وفرقها، فإن ما
فعله إنتر شوّه بقوة الصورة الجميلة للمسابقة الأوروبية الأم التي ازداد
جمالها موسماً بعد آخر منذ توسيع رقعة المشاركين فيها، أي منذ إقرار منح
أمكنة لوصفاء الأبطال في البطولات الأوروبية المختلفة. أضف، أن إنتر بدا
كالوحش المدمّر لكل شيء يعترض طريقه، فعنّف لاعبوه نجوم «البرسا» وبنوا
جداراً فاصلاً بين منطقتهم ومرماهم طوال 90 دقيقة، وأغلقوا الباب أمام
اللعب المفتوح الذي أمتع به الفريق الكاتالوني العالم منذ أكثر من سنة حتى
اليوم.
ولم ينقص إنتر في تلك الليلة سوى رَكن الطائرة التي قدموا بها من ميلانو في
منطقة الجزاء لإغلاق كل المنافذ ومنع برشلونة من تسجيل ذاك الهدف الذي لم
يكن ليأتي لولا وجود جيرار بيكيه في موقف تسلل!
واللافت أن إنتر فعل كل شيء على طريقة «الكاتيناتشو» التقليدية الإيطالية،
من دون أن يمثّله أي لاعب يحمل الجنسية المحلية، وهذا ما أثار امتعاض البعض
في بلاد «الكالتشو»، وهؤلاء رأوا أنه لا سبب يدعو للاحتفال بفريقٍ غير
وطني يبدو أشبه بمجموعة «مرتزقة» جرى التعاقد معها لتنفيذ مهمة محددة.
واكتمل التشويه في تلك الليلة عبر تصرفات مورينيو، الذي عمل جاهداً على
استفزاز لاعبي الخصم ومدربهم جوسيب غوارديولا، وأخيراً الجمهور، متناسياً
أنه تعلّم أصول التدريب في النادي الكاتالوني عندما كان مجرّد مترجم
للإنكليزي الراحل بوبي روبسون، ثم عضواً بسيطاً في الجهاز الفني للهولندي
لويس فان غال مدرب بايرن ميونيخ... والأسوأ أنه خرج بعدها محاضراً بالروح
الرياضية!
بدا قرار «يويفا» بوقف ريبيري كأنه ثأر من بايرن ميونيخ لإقصائه ليون
وبالحديث عن بايرن ميونيخ، يطرح سؤال مهم عن مدى تعامل الاتحاد الأوروبي
لكرة القدم بطريقة شفافة مع هذا النادي، الذي صُدم بقرار الأول القاضي
بوقف الفرنسي فرانك ريبيري 3 مباريات!
والسؤال هنا، لماذا لم يوقَف ريبيري فوراً؟ ولماذا انتظر رجال ميشال
بلاتيني خروج ليون أمام الفريق البافاري ليصدروا قرارهم، الذي بدا كأنه
ثأري، وخصوصاً أنهم وقّعوا عقوبة تمتد إلى 3 مباريات، ما يعني أنه إذا فاز
بايرن بالاستئناف، فإن العقوبة ستخفّف إلى مباراة واحدة، ولن تلغى (يبدو
الأمر شبه مستحيل)، وبالتالي فإن مواطن رئيس الـ«يويفا» سيحرم خوض إحدى أهم
المباريات في مسيرته.
فعلاً، هناك من يذبح دوري الأبطال في الملعب وفي مكاتب القرار!