أوحال الطريق-الجزء الأول

أوحال الطريق-1-

كان يا ما كان بقديم الزمان وسالف العصر والأوان حتى كان...نحكي ولا ننام...:

كانت ليلة قارسة البرد,ملبدة الغيوم,وقد لاذ الناس بدورهم وأقفر الطريق,فهيمنت عليه رهبة,وزاد من وحشته بقع من الماء والطين تناثرت على أديمه فجعلته يبدو كجلد ثعبان أرقط هائل الحجم يتربص في الظلام,بينما أضواء الكهرباء المتباعدة الخابية تغالب الليل مغالبة مقهورة لسطوة سلطانه!..

ولمحها تمشي بين الأوحال لا تعرف كيف تتقيها!.

كانت تتشح بثوب كثوب الرياء يشي بتفاصيل بدنها,فبدت رغم الكساء كأنها عارية! أما بشرة وجهها,وذوائب شعرها,و أهداب أجفانها,فقد غيرتها ألوان وأصباغ يصعب معها التعرف على طبيعتها الأصلية!

وود لو ينفذ ببصره إلى ما وراء ذلك كله ليعرف أي روح يستقل هذا البدن...ولكنه أرخى إلى الأرض عينيه وقد ألح على نفسه سؤال واحد:

...ما الذي دعاها أن تخرج في مثل هذه الليلة؟!

وأطلق نفسَا طويلا وهو ينظر إلى الأرض المبقعة بالطين وقد سرح به الفكر إلى بعيد..تلك إحدى هوامِّ الليل الشاردة. تبحث عن الدفء..فتحرقها النار..أو تسقط في الطين..ولا يبالي أحد أي السبيلين سلكت..فهو إما مشمئز في نفاق,أو متكلف للأسى..حتى الذي أشعل النار يتبرأ من الذنب..أو يتشدق بالطهر!!

وعاد السؤال يلح على نفسه..

...ماذا دعاها أن تخرج في مثل هذه الليلة؟!

...بطن خاوية؟!..أم دعوة شيطان؟!..

وسرت في بدنه رعدة لا يحسب أنها من أثر برودة الجو!.

...لم تكن المرة الوحيدة التي يراها فيها..فكم من ليلة رآها وهي تسير على هذا النحو..إما منتظرة..أو مستقرة داخل سيارة تختلف في كل مرة عن ذي قبل,ويختلف صاحبها..ورغم اختلاف أشباح الليل..يتفق معنى الحال دائما!..

ولا يدري كيف تمناها الليلة!..ولو ليلة واحدة..

ورفع عينيه إلى الطريق فلم يجد غير قليل من السابلة ليس بينهم متسكع واحد..فلا همَّ لنفرهم القليل غير اللحاق بمأواه حيث الراحة والدفء,بعيدا عن هوام الليل,وأشباح الطريق..!

حقا إن الليلة مواتية..ولكن...نعم ولكن..!

كيف يشتري ليلتها؟!..ثم ماذا لو رآه أحد جيرانه أو معارفه الطيبين؟...أولئك الذين يأنفون أن يمس أحذيتهم غبار من الطريق,ثم يغضون الطرف عما يلوث قلوبهم من أثر تتبع أحوال الغير وتجريح سيرهم!

إنه لن يخلص من فضيحة مدمرة إن حدث أن رآه أحد هؤلاء وهو الذي قضى حياته نقي السيرة بينهم...ثم وهو الأب لثلاثة أولاد,والزوج لامرأة جميلة وادعة هي الآن تنتظر أوبته..

أيحطم عشه الهانئ,ويقوض سيرته الطيبة من أجل رغبة لا يدري مغبّتها؟!

ولكن..ما بال رغبته تشتد في هذه الليلة حتى تستهين بعواقبها؟!

وكانت خواطره الشاردة تتنازعه في غير هوادة وهو يتقدم في خطو متباطئ ينم عما ينتابه من حيرة وتردد,عندما تنبه فألفى تلك التي هي مجال خواطره المنفعلة تقترب متأودة في خطاها,فتأخر قليلا..

والتقت نظراتهما سريعة خاطفة,فجمد في مكانه واجما حتى مرت أمامه...

وكأنما أدركت من وجومه معنى التردد..ولكنها فيما يبدو كانت تعرف كيف تعالج مثل هذا الموقف فقد تمهلت في سيرها,وأدارت وجهها نصف دورة,ورنت إليه من بين أهداب ناعسة,ثم عادت تستأنف السير على مهل.

وكان في ذلك القضاء على تردده كما قدرت,فلم يلبث أن سار في أثرها,..

وضاقت المسافة بينهما تدريجيا حتى أصبح على بعد خطوة منها فهمس مرتبكا..

إنها ليلة شديدة البرد...ولكن ليس ذلك داعيا للعجلة.

ومرة أخرى أولته نصف وجهها,ونظرت إليه بنصف عينها دون أن تكف عن سيرها المستأني,وصمتها المشجع..

وطالت بينهما فترة الصمت حتى ظنت أنه لن يقول شيئا آخر..

وفجأة أحست بيده تقبض على ذراعها بقوة أوقفتها عن التقدم!.

وبهتت لحظة,ثم أطلقت ضحكة متميعة وهي تقول:

أنت جريء رغم ما يبدو من قلة خبرتك.

ولكنه أطلق ذراعها كأنما مسه تيار كهرباء أرعد بدنه,وقال في صوت عميق:

بل أردت أن أجنبك هذا الوحل.

ورنت إلى حيث أشار فرأت بقعة من الطين تعترض طريقها,ولكنها هزت منكبيها غير مبالية وهي تقول:

الطريق كلها وحل,وليس إلى إزالته من سبيل...

السبيل إذن أن تتفاديه..

فرفَّت على شفتيها ابتسامة يشوبها التهكم:

كأني بك من رجال البلدية.

ولمَ؟!.

قالها في دهشة...فعادت تقول في تكهم لاذع:

في حديثك دفاع عنهم..

..........................

..........................

انتظرونا في الجزء القادم

أي يا جماعة انشالله تكون عجبتكم القصة

بس يا ترى شو بتتوقعو تكون نهايتها...نصيحة لا تتوقعو لانو شي ما بيخطر ببالكم

يا عيني عليكي
والله رواية حلوة كتير
بس ما تتأخري بكمالتها
لانو حلوة والله
عامر

شكرا كتير الك عاااااامر انت دائما احساسك راائع
بالنسبة لاسم الكاتب فهو
عبد الله محمد أحمد
والرواية اخدتها من عدد قديم كتيييييير لمجلة العربي هي سنة 1967م
وانشالله بكملها باقرب وقت بس بدي تشجعوني

شكرا كتير الرواية باينة حلوة لا تتأخري بالكمالة.

اي شيما لانو شوئتيني للنهاية
ومشكورة على اسم الكاتب

ميرسي أم الشوش عالراوبة الحلوة ..
من يوم يومك بتحبي الروايات ..

شو هاد يا شوش رواية بتجنن
الله يعطيكي العافية
وبدنا كمان هيك روايات
:شكرا :
with my love............essa

زائر

صحيح الخط شوي صغير وعذبني بالقراية
بس عنجد قصة بتستحق كل ثانية من وقتي

شكــــــــــــــــــراً كتير شيماء
يلا رح أقرا هلئ الجزء التاني

مشكورة ياعيني

» أوحال الطريق الجزء الثاني
» نماذج الشارتات - ( الجزء الأول )
» قصص غريبة من العالم - الجزء الأول-