عندما يحل الليل

زائر

عندما يحل الليل

لم أجد أفضل من ورقه وقلم أشكو لها لعلها تسمعني أو تخفف من آلامي أو توقف نزيف جراحاتي أو علها تسكن بعضا من دمعاتي .... لطالما كانت الورقة وذاك القلم رفيق وحيدتي فلطالما كنت انقش على تلك الصفحات أجمل لحظات حياتي وأسوأها وها أنا ذا اقدر قيمتها إنها الصديق وقت الضيق وأفضل رفيق إنها الصامتة رغم كل ما نقشت عليها من أحزان ورغم كل ذالك فقد خففت الكثير عني رغم أنها مجرد أوراق ورؤوس أقلام

لكم تمنيت لو تمر الأيام وتتحقق الأحلام وان امسح تلك الآلام من قاموس حياتي ومن ذاكرتي وذكرياتي ولكن الأيام تمر والجراح ألنازفه تصرخ وتستغيث والأيام تجري والجراح تصبح أكثر عمقا حيث أصبح من الصعب شفاؤها أو إيقاف نزيفها وهي تنزف وتنزف وتنزف منذ زمن بعيد وتلك الدموع دموع عيناي كل ليله باتت شيئا عاديا اعتدت على صرخات قلبي ألمؤلمه كل ليله وهمسات عيوني التي تئن كل ليله وتسال
الى متى؟

لم ارد شيئا من الحياة سوى مجرد أحلام أردت بناء حياة جديدة حياة أخرى بلا أحزان حياة لا تكللها الدموع حياة لا تلفها الاههات مللت من ذكر ما فات أردت عالما غير عالمي وحلما أزهى من حلمي تأملت كثيرا بالغد وخاصة بعدما أنهيت الثانوية العامة تمسكت بوهم كبير وخيط رفيع لم احلم باني فراشه تطير ولا نجمه جعلتها السماء أسير حلمي كان جميل حلمت بان المستقبل رائع وبان اليوم جميل وغدا أجمل وبان هذه الدقيقة حلوة وما بعدها اشد حلاوة ولكن الحقيقة تختلف كثيرا وهذا القدر البائس أشد قسوة فهو يقتلني يأسرني بين أحزانه ونكباته ومصائبه يشدني لأسير معه كما أراد إلى أسوء مصير فالحلم الذي كان معي تلاشى فذاك النجم في سمائي اختفى والخيط الرفيع انقطع وما عاد هناك أمل بغد أجمل ولا حنين لما مضى ولا حتى أشواق مدفونة لليوم ماذا حدث؟ ماذا هناك؟ ولم أنا ؟ لم أنا؟ لماذا أنا من بين كل البشر هنا في هذا الإعصار وهذه العاصفة ولماذا عيناي لم تدمع ولا احد يرى أو يسمع لم ؟

وها انا ذا بعد حين اعود من جديد لاكمل ما بدأته واقول لهاذا القلم لطفا انثر كلماتي وخفف الامي واهاتي وجفف بمنديلك بعضا من دمعاتي لطفا ارو عني ندمي واسفي على لحظات طفوله رائعه عشتها ياليتني مازلت طفله ومازالت تلك اللحظات السعيدة المنسيه تحلق في افقي لكم اتمنى ان احييها من جديد واعيدها للوجود اشعر وكاني وحيدة رغم هذا العالم المليء بالبشر ولا احد معي يمسح الدمعه من عيوني والالم الذي يكاد يقتلني او تلك الوحدة ماذا افعل بك ؟ ماذا افعل بها ؟ ماذا افعل لها ؟ وماذا افعل بذالك الشعور المؤلم كم اكرهه كم بت اكرهه لكم اتمنى ان اتخلص منه ان القيه للايام للجبال علها تقدر على تحمله بدلا مني.
لكم تمنيت لو ان بمقدوري ان اطوي هذه الصفحة من حياتي من عقلي وذكرياتي لعل الزمن وحده قادر على ان يقضي عليها ويننهي وحدتي ويكفف دمعي من عيني ولا يبقى من الماضي سوى الحظات القليلة الباقية بكل ما فيها من بسمة و ضحكة لكنه لن يمحوها ولن يعيدني الى ما كان وها انا هنا في الحاضر اعيش كل يوم شروق الشمس وغروبها واملأ ذكرتي وقلبي بالمزيد المزيد من الجراح والاحزان وحدي وسابقى وحدي
فعندما يحل الليل تعود الصور لمخيلتي تعود تلك الدموع وتنبع من جديد في عيناي ولانهايه لها وكلما حاولت جاهدت ان اغمض تلك الجفون اصابني الجنون من تلك الافكار آه كم من الوقت يلزمني لانسى كم من الوقت لا اعلم حتى انني صرت اخشى الليل واخاف النهار وكانني جبل لا ينهار لا انا هنا وصلت للنهايه وصلت للبدايه هنا اقسمت اني سانسى ما فات وعاهدت نفسي ان ابتسم لما هو آت وان لا اخشى الوحدة والدموع فهو عهد يا نفسي اني لن ابكي بعد اليوم وساعود طفله طفله تحلم وترسم طفله تلعب باوراق القدر ماعادت تلك القسوة ايها القدر تهمني ما عادت زوبعتك تهزني انا ساعيش لك يا نفسي لك فقط

أعلنت انهزامي
اليوم أنا أقف مكتوف اليدين لأعلن انهزامي
ارتديت الأبيض لأقول لك أني أعلن استسلامي
اليوم أنهيت طريق آهاتي ودمعي والأمي
اليوم أحرقت رسائلك وألقيتها للنسيان مع الأيام
اليوم سانساكي يا جروحي يا ملأت أحلامي
اليوم انتهى كل شئ وعدت بذكرى كتبتها أوهامي
اليوم سأنزع الدمع من صوتي ومن حروف كلامي
اليوم سأصد حزني على ما فات وسارسم بالفرحة سلامي
اليوم سامحوك ايها الجرح من خواطري وسأمحو الرموز والاسامي
اليوم سأعيش لذاتي فهذا هو انهزامي

هنا كتبت لحظه من الممكن ان يمر بها اي شخص منا هنا تصورت الدموع ورسمت الم الموجوع لكني لا اعلم ان حقا استطعت ان افعل

» سواد الليل
» همسات الليل
» دعني أيها الليل