ان جلال المدينة لدى الشعوب يأتي من احداث ووقائع
[size=16]مرت عليها وبقيت ماثلة في تراث وعقائد تلك الشعوب تقع القدس في وسط فلسطين وتبعد عن ا لبحر الميت 29 كم - شرقا وعن البحر 50 كم غربا - ترتفع عن سطح البحر / 750 م / لعبت دورا مميزا وفريدا بحكم مكانتها الروحية لدى الاديان السماوية على مر التاريخ تعرضت للهدم والبناء عشرات المرات ومع ذلك ظلت شامخة واسمها يتردد على الالسن توصف بانها مدينة جبلية تقوم على خمسة جبال 0 موريا وعليه الحرم القدسي ( قبة الصخرة )( اوفل ) يطل على الحرم القدسي ( صهيون ) وهو تل كبير يطل على بركة السلطان وفيه حي ( النبي داود ) 0 ( بيزيتا ) وهو تل يجاور بابين 0 من اهم جبالها : جبل الزيتون وجبل المشارف والمكبر , وهذه التضاريس جعلت منها مدينة تجارية تعتمد على الاستيراد , اشتهرت باسواقها التجارية خاصة في المدينة القديمة حيث يزدحم السكان , وفيها العديد من الصناعات التقليدية وصناعة الحلويات والصابون وزيت الزيتون والسمسم السيرج والورق والاحذية والزجاج ودباغة الجلود والتحف تميزت بموقعها السياحي والروحي وفيها الكثيرمن المواقع الاثرية مما شكل حركة سياحية نشطة 0
[size=16]الاماكن المقدسة : يوجد فيها الكثير من المقابر والاديرة والكنائس التي تهفو اليها قلوب مسيحيي العالم ومنها 0 كنيسة القيامة وهي من اقدم الكنائس فيها , بنتها الملكة هيلانه ام الملك قسطنطين عام 335 م واعيد بناؤها بعد ان احرقها الفرس عندما احتلوها تعرضت الكنيسة للحرق والهدم عدة مرات نتيجة الاحتلال او الغزو والزلازل وكان يعاد بناؤها وترميمها من جديد , واشاد صلاح الدين الايوبي بجانبها مسجداً ( للصوفيين )
[size=16]- دير ابينا ابراهيم ودير مارسابا , ودير العذراء , وهو دير بيزنطي قديم وهناك كنيسة ( اوجاع العذراء ) ويعتقد ان السيدة مريم العذراء التقت فيه بالسيد المسيح قبل تنفيذ حكم الصلب فيه 0
[size=16]اما المقدسات الاسلامية فهي كثيرة وتضم المدينة : المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين , طرأ عليه تغييرات كثيرة بسبب الزلازل والامطار 00 وقد خطط الصهاينة منذ عقود لهدم هذا المسجد بحفر انفاق تحت سطح ارضه بحجة التفتيش عن معالم الهيكل المزعوم 0
[size=16]مسجد الصخرة : بني في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان . 691م/ وهو من اجمل الابنية التي خلدها التاريخ , ويعتقد ان ابراهيم عليه السلام اراد ان يقدم ولده اسماعيل على هذه الصخرة ثم افتداه بالكبش , يتميز المسجد بقبته التي تقوم على اعمدة من الرخام وبنائه الفخم 0
[size=16]اول من بنى القدس العرب اليبوسيون حوالي 3000 ق0م ويبوس الاسم القديم للمدينة بناها احد ملوكهم ( ملكي صادق ) وكان مشهورا بحبه للسلام فسمي / ملك السلام / واطلق عليها اسم / سالم / وارض كنعان - وقد استطاع الكنعانيون بفضل وحدتهم ان يجعلوا مدينتهم مدينة للسلام ونجحوا في صد هجمات المصريين والعبرانيين فقد تميزت وقتها بالجانب العسكري والتجاري 0
[size=16]وقد اخضعها الفراعنة لحكمهم / تحوتمس الثالث / ونصب حاكما على المدينة وقد تمرد السكان عليهم عدة مرات 0 ثم احتلها الملك داود بعد مقاومة ضارية / 1016 ق0م ثم خلفه ابنه سليمان حيث بنى فيها الدور والقصور والهيكل وبعد موته اصبحت جزءين ثم احتلها الفرس واليونانيون والرومانيون 0
[size=16]في سنة 70 م حاصر القائد الروماني ( تبطس ) واسموها ( سوليموس ) وكانت يومها اللغة الارامية لغة التخاطب في القدس وقد دخل ( هرقل ) القائد الروماني المدينة منتصرا على الفرس حاملا على كتفه خشبة الصليب التي استردها وانتقم للمسيحيين من اليهود الذي اجرموا بحقهم ايام الفرس 0
[size=16]وبعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك على الروم اتجهوا الى فلسطين وحاصروا المدينة ثم سلمت المدينة للخليفة / عمر بن الخطاب / بعد ان كتب لاهلها وثيقة الامان ( العهدة العمرية ) والتي اعطتهم امانا لانفسهم واموالهم وكنائسهم على الا يسكنها اليهود 0
[size=16]وضمت القدس في بداية الحكم الاموي الى الشام حيث بنوا فيها مسجد الصخرة والمسجد الاقصى ثم خضعت للعباسيين ويذكر ان هارون الرشيد كان يحبها كثيرا وقد عامل اهلها المسيحيين معاملة طيبة 0 وكان المسلمون والمسيحيون على تفاهم تام حيث ساد الامن والاستقرار وقد تعرضت القدس لحملات صليبية وتم احتلالها عام 1099 م بدعوى انقاذ مهد السيد المسيح , ودخلوها بعد مجازر ارتكبوها وتعاقب عليها ملوك الصليبيين وشاع فيها حكم الاقطاع حيث قسمت الاراضي والممتلكات على الامراء والحكام اعاد صلاح الدين ترميم مسجدي الصخرة والاقصى واستقدم الى المدينة عددا من القبائل العربية واشاد عددا من المدارس والخانقات التي تهتم بامور الدين 0
[size=16]وبعد مرج دابق / المعركة التي انتصر فيها العثمانيون على المماليك دخلوا القدس والحقت بولاية مصر 0
[size=16]وفي العصر الحديث احتلها البريطانيون بمؤازرة الشريف حسين , وعقدوا اتفاقية ـ سايكس بيكو لاقتسام بلاد الشام والعراق فيما بينهم وفرضوا عليها حكما عسكريا وسمحوا لليهود بالهجرة الى فلسطين بالرغم من معارضة ..السكان وقد تحرك العرب ضد الانكليز والصهاينة وعقد مؤتمر في القدس عام 1931 م للتنبيه للخطر الصهيوني وضد هجرة اليهود , وقد قام رجال الدين بالتنبيه الى خطر المؤامرة عبر المساجد ثم اعلن الصهاينة قيام دولتهم ( اسرائيل ) بعد انسحاب البريطانيين منها 0
[size=16]وقسمت القدس الى شطرين ( القدس الغربية ) تحت الاحتلال و( القدس الشرقية ) التي بقيت بطابعها العربي ,وحتى اليوم تستمر المصادرات والارهاب والتخويف والتشريد وبناء المستعمرات الاستيطانية , وارتكاب المجازر وكان رد الشعب الفلسطيني الدفاع عن طريق الانتفاضات المستمرة 0
[size=16]ما أجمل أن نُطْلِقَ الخيال
[size=16]أعود إلى الوراء سنوات ..
[size=16]أصل إلى أيام المدرسة , في المرحلتين الابتدائية و الإعدادية , وأقف عند دروس اللغة العربية , و لا سيما درس الإنشاء , الذي سمّوه لاحقاً درس التعبير , و لم يكن فيه شيء من التعبير . ذلك أن له عنواناً واحداً , من دلالاته , المقدمة و الفكرة و الخاتمة . و هي التي كنا ندعوها عناصر الموضوع .
[size=16]أذكر في ذلك الزمان , أن صفوفنا التي تناوبت على استقبالنا عاماً بعد آخر , طلابها من المتفوقين , إلا في درس التعبير , لأنه كان خالياً من مَلكات التعبير .
[size=16]و مهما كان التنافس شديداً بيننا نحن الطلاب , فلا أذكر أن واحداً منا قَدَّمَ خياله أو تصوراته , فَدَرْسُ التعبير , في ذلك الحين , طلاسم , أو علبة سحرية مقفلة , مفتاحها مفقود .
[size=16]و كانت الطرافة , أننا عندما يقرأ بعضنا في الصف ما كتبه في البيت , يشعر الواحد منا , أن هناك من تدخل في الكتابة . كنا نسمع كلماتٍ أكبر قليلاً من التي يُفترض أن نستخدمها . حتى أنها مفردات غريبة بعض الشيء عن تلك التي وردت في الكتب .
[size=16]فيما بعد , قلةٌ منا استهوته اللغة الإنكليزية .
[size=16]انتسبنا إلى أحد معاهد اللغات , و كان منهاجنا - حتى الآن - يؤهلنا من أجل الانتساب إلى أي جامعة أمريكية , إن نجحنا في الاختبارات الجامعية .
[size=16]و لئن كنت - و بالأحرى - إن كان هناك من يقرأ لي ما أكتبه , فيستحسنه , فإن الفضل في ذلك يعود إلى دراسة اللغة الانكليزية في المعهد . و أخص الكيفية التي تعلمنا بها كتابة نص , سمّوه إنشاءً أو تعبيراً , لا فرق .
[size=16]لقد كمن السر في أساتذتنا الذين أطلقوا أيدينا و أفكارنا كيفما شئنا . فما كبلو خيالاتنا بقيود تئد ملكاتٍ لدينا . فجاءت الخيارات مفتوحة , و النتائج ذات مضمون قابل للنقاش , تتطور مرة بعد أخرى .
[size=16]و لا أَدَّعي الكمال المطلق هنا !
[size=16]و من باب الأمانة , لا أنسى أستاذنا في مادة اللغة العربية ( عبد اللطيف شومان ) الذي كان مُعيناً لنا في كتابة الموضوع الأدبي , قبلَ أن يُطالبَنا به المنهاج , عندما علَمنا أن الكتابة تحتاج إلى بحث و خيال , لا إلى سند الرأس بيد , و وضع القلم في الفم , و التحديق بالورقة التي أمامنا , بانتظار الوحي .
[size=16]أذكر الأستاذ ( شومان ) يطرح علينا في درس اللغة العربية أسماء للأدباء العرب و الأجانب , ويُخَيِّرُ بضعة طلاب , لينتقي كل واحد منهم اسماً يكتب عنه , بحسب عناصر محددة .
[size=16]في المرة الأولى فوجئنا من المهمة , فسألنا الأستاذ من أين نأتي بالمعلومات , فأجاب :
[size=16](ابحثوا , تجدوا )